"سلام القطيفان".. قوة التعبير في الأبيض والأسود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "سلام القطيفان".. قوة التعبير في الأبيض والأسود

    "سلام القطيفان".. قوة التعبير في الأبيض والأسود
    • منال حسن غانم


    درعا
    تعدّ الفن بوابة للتعبير عن قضية بلا حدود، ومساحة لترويض النفس وتقبل الحياة، وثورة على الواقع، فدخلته الفنانة "سلام القطيفان" من باب المدرسة التعبيرية الواقعية، الملونة بألوان الحياة، والمثقلة بانفعالات مكبوتة لطالما روضتها.

    مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 حزيران 2018، الفنانة التشكيلية "سلام القطيفان" لتحدثنا عن بداية موهبتها، فقالت: «بدأت الرسم من عمر الأربع سنوات، وذلك بتشكيل الدوائر واكتشاف الخطوط المستقيمة والمنحنية، مستخدمةً الأدوات البسيطة، مثل: أقلام الرصاص، والقلم الأزرق الناشف، وأصابع الطبشور الملونة، التي كنت أستخدمها خفيةً عن والدتي التي كانت تعمل معلمة في المدرسة الابتدائية، وأغلب الأحيان كنت أفضل الرسم على سطح منزلنا وجدرانه، وفي أي مكان أرى فيه مساحة حلم. ولدت موهبة الرسم وكبرت وعاشت معي قصصاً وانفعالات كثيرة دونتها في دفاتري التي مازالت والدتي تحتفظ بها. والداي أول من شجعني وعزز الثقة في نفسي، ولمعلماتي الفضل بدعم موهبتي وتعزيزها وتقديرها. في الصف الرابع الابتدائي ترشحت لخوض مسابقة رواد "الطلائع" للرسم، وذلك عام 1998، وأذكر حينئذٍ أنني تأخرت عن المسابقة بعض الوقت، فرسمت لوحة نجاحي بالبكاء حتى بللت فستاتي الجديد، ولونتها بانفعالات شتى إلى أن وصلت ودخلت القاعة المخصصة لي، واستقبلت من قبل المشرفين استقبالاً حافلاً، فشعرت بالأمان ورسمت في ذلك اليوم أجمل لوحاتي، وحصلت على المرتبة الأولى على مستوى "درعا"، وفي عامي 1999-2000 نلت المرتبة الثانية على مستوى القطر، وفي عام 2002 نلت من "اتحاد شبيبة الثورة" المرتبة الأولى على المحافظة».
    سجلت سنة 2008 بأكاديمية "أرينا" الهندية لصناعة الرسوم والشخصيات الكرتونية المتحركة، فتحولت أحلامي إلى واقع من خلال رسمي لشخصيات كرتونية وتحريكها، فالشخصيات الكرتونية التي أرسمها على الورق تتحرك وتتكلم لتعطي شعوراً بنبض الحياة، ورسمت عدداً من الشخصيات الكرتونية وحملتها رسالة معينة، ونشرت بمجلة "طاش ما طاش" السعودية، كما أنني توجهت إلى رسم الشخصيات العلمية، مثل العالم "ابن سينا"، وخلال سنتين تعلمت أكثر من 8 برامج تصميم وتحريك وهندسة صوت وخدع سينمائية، واشتغلت الكثير من "اللوغو"، وبعد أن أشبعت أحلامي عدت إلى الفن التشكيلي

    فرغت معظم انفعالاتها بالفن، فاستثمرت موهبتها التي عاشت معها من أول سنوات عمرها، فتوهجت مع فنها الذي روضته أكاديمياً، وأضافت: «الرسم موهبة فطرية وتحتاج إلى صقل وتدريب وممارسة يومية لتكبر مع الفنان، وأراها تحتاج إلى سنوات لتصل إلى مرحلة الإبداع. أشعر بالحاجة إلى الرسم يومياً لأنني أدمنت على حالة الشغف التي أعيشها مع اللوحة، وكأن اللوحة دفتر مذكراتي أدوّن بها يومياتي وأوثق أحداث بلادي، فالفن الوسيلة الأصدق رصداً للتاريخ؛ لي أجواء أكوّنها كالحلم، وأدخل عالم الفن من أوسع أبوابه لتغيب عن ذاكرتي الدنيا تماماً. لكل لوحة قصة من حياتي، منها الفرح والحزن والألم أو الحنين والشوق، وملهمتي الوحيدة المرأة؛ لأنني لا أجد قضية أهم منها، حيث أرى بها كل المجتمع بآلامه وأفراحه وأحزانه، وأرى بها بلدي الحبيب "سورية" الذي تعصرني جراحه وتؤلمني مآسيه، والفن أكبر تجربة أمارسها باستمتاع لكنني لا أكتفي بذلك، بل عندي من الفضول ما هو أوسع لأعيش تجربة مثل القراءة وتعلم اللغات والسفر، وأوظف كل ما ذكر لخدمة تجربتي في الفن».


    لوحة بعنوان "خيبات"

    أضافت: «ألواني المفضلة: الأسود، والأبيض، والرمادي، والأحمر؛ لأنني أراها اليوم تعبر عن ألوان بلادي التي افتقدت ألوان الربيع، وارتدت ألوان السواد. ومدرستي الفنية الواقعية والواقعية التعبيرية، وأي موقف يثير لدي جماح الفن سيكون هو الموضوع الأول بالنسبة لي، وانفعالاتي هي سيدة الموقف على المساحة البيضاء، كمشروع "المرأة في الحب والحرب" المؤلف من عشر لوحات تحكي عن معاناة المرأة في الحب والحرب من وجهة نظر فنية بحتة، وقد كان هذا المشروع أول معرض لي في "ألمانيا" عام 2016، واندماجي بالمجتمع الألماني والثقافة الفنية الألمانية أضافت إليّ الجرأة لاستخدام تقنيات متعددة في اللوحة الواحدة، مثل ألوان الإكريليك مع الحبر والفحم والرصاص والكولاج، وهذه تجربة جديدة بدأت استخدامها حديثاً».

    وعن تجاربها الفنية المتنوعة، قالت: «سجلت سنة 2008 بأكاديمية "أرينا" الهندية لصناعة الرسوم والشخصيات الكرتونية المتحركة، فتحولت أحلامي إلى واقع من خلال رسمي لشخصيات كرتونية وتحريكها، فالشخصيات الكرتونية التي أرسمها على الورق تتحرك وتتكلم لتعطي شعوراً بنبض الحياة، ورسمت عدداً من الشخصيات الكرتونية وحملتها رسالة معينة، ونشرت بمجلة "طاش ما طاش" السعودية، كما أنني توجهت إلى رسم الشخصيات العلمية، مثل العالم "ابن سينا"، وخلال سنتين تعلمت أكثر من 8 برامج تصميم وتحريك وهندسة صوت وخدع سينمائية، واشتغلت الكثير من "اللوغو"، وبعد أن أشبعت أحلامي عدت إلى الفن التشكيلي».


    لوحة بعنوان "وجهان لعملة واحدة"

    وعن مشاركاتها داخل وخارج "سورية"، قالت: «درّست مادة التصوير الزيتي في معهد الفنون النسوية ومعهد الفنون التشكيلية والتطبيقية في "درعا"، وشاركت بتزيين كلية الهندسة المعلوماتية عام 2011، وشاركت بمعرض طلاب الفنون الأول في فندق "المريديان" بـ"دمشق" عام 2010، كما شاركت بالعديد من المعارض في "دمشق" و"درعا"، وحصلت على العديد من الأوسمة وشهادات الشكر والتقدير، فوضتني مديرية التربية في "درعا" بتدريب 65 معلماً لمادة التربية الفنية عام 2014، ثم عام 2016 انتقلت إلى "ألمانيا"، وأكملت سلسلة نشاطاتي الفنية، وشاركت بأكثر من عشرين معرضاً وورشة فنية في عدة مدن ألمانية، مثل: "برلين"، "كولن"، "نورنبيرغ"، "ميونخ"، ومنها سلسلة معارض حملت اسم "سورية الفن والهروب"، وسلسلة ورشات ملتقى "أورنينا" الفني، وحصلت على العديد من شهادات الشكر والتقدير من مديريات الثقافة في كل مدينة، وشاركت بورشة فنية في "أثينا"، وحصلت على درجة الماجستير من منظمة "اليونسكو" العالمية».

    الفنان التشكيلي "محمد خطاب" المتابع لأعمال "القطيفان"، قال: «الفن نشأ معها، وكان باباً لتعبر عما يجول في نفسها وأعماق ذاتها ووجدانها من ثورة على واقع لم يكن يعجبها مع احترامها لشخوصه وبساطتهم، وهي مدركة مدى تأثر المجتمع بالتقاليد والعادات، وأدركت أن العبء الأكبر تتحمله المرأة التي لا تخفى معاناتها على أحد له بصر وبصيرة؛ وهو ما جعل المرأة عنوانها والمصدر الرئيس لإلهامها، فتراها حاضرة في كل أعمالها، وازدادت أحاسيسها تأججاً كفنانة مبدعة مع ازدياد المأساة والمعاناة في ظل ما جرى ويجري في بلدنا؛ وهو ما جعلها أكثر تعمقاً بموضوعها الأساسي وجوهره الإنسان عموماً، والمرأة خصوصاً. وجدت "سلام" قوة التعبير في الأبيض والأسود، وكأنهما الفارق عندها بين الخير والشر والحزن والفرح، وهذه الظروف المستجدة القاهرة أحدثت تحولاً في حياتها من معاناة تقليدية عفوية؛ وهو ما زاد من تأملها وتعمقها في التعبير، وهنا نرى الفارق بين الأمس واليوم؛ إذ أصبحت أكثر حزناً وألماً، وعلى الرغم من محاولاتها التمرد على الواقع المرير وتصويره من خلال فلسفتها وأسلوبها ورؤيتها، إلا أنها تبقى محترمة للعادات والتقاليد، والحياد يبقى جانباً مسيطراً؛ وهو ما يجعلها حذرة في طرحها لبعض الجوانب، وفيها هروب من تفاصيل ما، ليس ضعفاً، بل أدباً واحتراماً؛ فهي مازالت مكبلة بتلك العادات والظروف المحيطة، فيبقى دوماً في أعمالها شيء ما غائب؛ وهو ما يجعلها أكثر تعبيراً وعمقاً، فهي برأيي فنانة التعبيرية الواقعية الوسطية التي ترقى إلى مستوى العالمية بمواضيعها الإنسانية وتعبيراتها التي تحاكي الأعمال العالمية من فن وأدب».


    من مشاركتها بأحد الملتقيات في ألمانيا
يعمل...
X