مسيرة المبدع أبقراط ..الطبيب اليوناني الأشهرعلى الإطلاق، والمُلقّب بأبي الطب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسيرة المبدع أبقراط ..الطبيب اليوناني الأشهرعلى الإطلاق، والمُلقّب بأبي الطب


    التاريخ بالعربية - Historia En Árabe

    أبقراط هو الطبيب اليوناني الأشهر على الإطلاق، والمُلقّب بأبى الطب، وُلد بجزيرة كوس (Cos) اليونانيّة سنة 460 قبل الميلاد في وقت كانت لهذه المدينة شُهرة طبيّة لا تُنازعها فيها إلّا مدينة كنيدوس (Cinedos) حيث ظلّ التنافُس بين المدينتين قائماً في مجال الطبّ حتى انحسم التنافُس لصالح كوس لمّا عاش فيها أبقراط.

    كانت أُسرة أبقراط تُعرف باسم الأطباء الإسكليبيّين، نسبة إلى إله الطب أسكليبوس عند اليونان، والوجه الإغريقي للإله المصري إمحوتب، الذي كان وزيراً، ثُمّ رفعه المصريّون لمرتبة الآلهة لكثرة علمة وفضله في الطبّ والهندسة، وتمّ تقديسه على نطاق أوسع بعد أن دخل الاغريق والرومان مصر.

    نشأ أبقراط بين أفراد أسرة اسكليبوس هؤلاء، وتعلَّم منهم فنون الطب التي كانت آنذاك علوماً شبه سريّة لا يجوز تعليمها لأحد من خارج هذه الأُسرة، وقد كان أبقراط أوّل من جعل الطب عِلماً مُباحاً لكل بني الإنسان، حين كتب قدراً كبيراً من المؤلّفات ونشرها بين الناس، فكان بذلك صاحب الفضل الأوّل في جعل الطب عِلمَّاً بالمعنى الصحيح، إذ أتاح لجمهور المُتعلّمين قدراً كبيراً من المعرفة الطبية، وأباح للشُرّاح أن يعكفوا بعد ذلك على أعماله، ويتوسّعوا في تناولها بحسب معارف عصرهم.

    كما يرجع الفضل لأبقراط ايضاً في تحرير العِلم من الخُرافة، وهذا ما يظهر في اعتماده على المُلاحظة السريريّة: الأكلينكيّة للمرضى، وفي تفسيره للمرض تفسيراً طبيعيّاً يعتمد على بنية الجسم الإنساني، وعلى أحوال (الأهوية والأماكن والبلدان)، وهو عنوان لأحد كتب أبقراط الشهيرة، الذي يعد أوّل كتاب في عِلم المناخ الطبي.

    وأشهر مؤلّفات أبقراط، أو أشهر آثاره؛ هو ذلك «القَسَم» الذي وضعه شرطاً لمن يُريد أن يُمارس الطب، ولا يزال هذا القَسَم معمولاً به إلى الآن في كليات الطب، مع بعض التغييرات في الصياغة، وكان «قَسَم أبقراط» في صورته الأولى عبارة عن تعهّد من الطبيب بالتزام مجموعة من القواعد الأخلاقيّة تجاه المريض، وتجاه أستاذه الذي تعلّم منه، وذُرية هذا الأستاذ أيضاً.

    وتحتلّ (الفصول - Aphorisme) مكانة خاصّة بين مؤلّفات أبقراط، كما تحظى بشهرة مُمتدّة عبر القرون، وهي مجموعة من الحِكم الطبّية الموجزة، وضع فيها أبقراط خلاصة معارفه الطبية، وقد حظيت هذه (الفصول) طيلة القرون التالية لوفاة أبقراط، بأكبر عدد من الشروح والتعليقات، بحيث يُمكن القول بأنّها كانت أهمّ كتاب طبي عند اليونانيّين والمُسلمين في العصور الوسطى.

    ولأبقراط مجموعة أُخرى من المؤلّفات، أهمٌها:

    ١- تَقْدُمَةٌ المعرفة (وهو كتاب يتناول أهمّية التنبؤ بما سيكون عليه حال المريض، وكان يُسمّى أحياناً بالإنذار المرضي).

    ٢- المرض المُقدّس (وهو كتاب في الصَرَع والحالات النفسيّة، ينفي فيه أبقراط مسألة القُدسيّة عن هذا النوع من الأمراض، ويؤكّد أنّه لا يتميّز بقداسة ما عن غيره من الأمراض).

    ٣- الأهوية والاماكن والبلدان (وهو رصد أكلينكي لحالات مَرَضيّة وتعليل طبيعي لها).

    ٤- الأخلاط (وهو بحث في طبيعة تكوين الجسم الإنساني من الأخلاط الأربعة: الدم - البلغم - الصفراء - السوداء).

    وغير ذلك العديد من المؤلّفات، التي قام العرب المسلمون بترجمة مُعظمها إلى اللغة العربية وتطويرها، ويُعبّر الفقهاء المسلمين عن قاعدة أنّ الأصل في الأشياء الإباحة بأنّها: (البراءة الأصليّة)، وهي شاملة للغالب الأَعَمّ من المباحات، وهناك قسمان آخران، أحدهما ما صرحت فيه النصوص التشريعيّة بتخيير الإنسان بين الفعل والترك، والثاني ما صرّحت تلك النصوص بنفي الحرج عن فاعله أو نفي الجناح عنه.

    واعتبار الأصل في الأشياء الإباحة وسيلة لتحقيق إفادة المسلمين من كل جديد نافع في مُخترعات العصور المُختلفة، ومُبتكراتها إذ لا حرام إلّا ما ورد نص صريح بتحريمه.

    VIA Post: Nasser Saad
يعمل...
X