«المشَّاء العظيم»... رواية تتناول الوجه المظلم للوسط الأدبي
نُشر: 15:22-1 نوفمبر 2023 م ـ 17 ربيع الثاني 1445 هـ
TT
20تهيمن الطرافة والتشويق على موضوع رواية «المشاء العظيم»، الصادرة عن دار «الشروق» بالقاهرة، للكاتب المصري أحمد الفخراني، حيث يتناول العمل ما يمكن وصفه بـ«الوجه المظلم للوسط الأدبي» من زاوية السرقات الأدبية، وسطو أحدهم على مجهود الآخرين، كذلك صراعات المثقفين وحروب التهميش والحسد التي يخوضونها ضد بعضهم البعض بضراوة.
وتقدم الرواية، في هذا السياق، بانوراما سردية منضبطة اللغة والبناء الفني عن سيرة الروائي الطامح للشهرة «محمد الأعور»، وسبل اختراقه عوالم الأدب بطرق ملتوية، لكن عند ذروة نجاحه في تحقيق ما يصبو إليه يواجه شبح أستاذه الميت والروائي المنسي «فرج الكفراوي» الذي يطالبه بتسديد دَينه القديم، فبعد أن سرق منه ست روايات منحته الشهرة، عليه أن يجعل روايته السابعة باسم الكفراوي، وأن يستخدم نفوذه وشهرته ليعلن أنه اكتشف كنزاً أدبياً باسم أستاذه كي يعيد إحياء اسمه الذي ابتلعه الموت والنسيان، لكن «الأعور» يكتشف أن الرواية المطلوبة ليست سوى حياته نفسها.
ويجمع النص، الذي يقع في 183 صفحة من القطع المتوسط، بين عناصر الدراما الإنسانية والنفَس البوليسي والحِس التهكمي الساخر، مع نزعة إلى الفانتازيا؛ في طياتها تكمن تساؤلات حول النجاح والأصالة والزيف، وكذلك حول فن الرواية ومستقبلها.
صدر للفخراني من قبل عدة روايات، منها «بار ليالينا»، و«إخضاع الكلب»، والمجموعة القصصية «مملكة عصير التفاح»، بالإضافة لكتاب «كل قلب حكاية» الذي يتضمن صوراً قلمية لشخصيات متنوعة، وديوان «ديكورات بسيطة» بالعامية المصرية.
ومن أجواء الرواية نقرأ:
«لم يتوقع أحد كل هذا النجاح عندما أطلق محمد الأعور تطبيقه الإلكتروني الفريد (المشاء العظيم) الذي وضع فيه كل خبرة روحه في التزوير. الشيء الأصيل الوحيد الذي يملكه مضافاً إليه طزاجة جسد تلميذه الشاب هاني الديب، وكل ما تعلَّمه من أستاذه فرج الكفراوي. يستطيع مستخدمو التطبيق تغيير حبكة أي رواية إن أرادوا أن يغيروا النهايات والبدايات، أن يحذفوا الجمل التي أثارت مللهم أو حفيظتهم أو أن يضيفوا جملهم الركيكة والقوية بأنفسهم، لا فارق؛ فالتطبيق يدعم نزعة الإنسان إلى المونولوج ويحترم الثرثرة.
أغلب خدمات التطبيق مجانية، لكن إن أردت التقدم أكثر في اللعبة فعليك أن تدفع ما يعادل دولاراً لكل خطوة إضافية يتم التبرع بعشرة سنتات منها لرابطة الروائيين المنسيين الذين كلّفتهم الكتابة حياتهم بلا عائد. نجحت تلك الفكرة، فقد جعلت المستخدمين يشعرون أثناء اللعب بمتعة الإحسان. نسخة روايتك المحرَّرة من الروايات الأخرى قد تحظى بمكان فريد ودائم إن دفعت أكثر. كلما حظيت بانتشار وتقييم أكثر من سواك ضمنت مكاناً متميزاً مجاناً ولمدة تطول حسب اهتمام المستخدمين، قبل أن يأكل روايتك النسيان ويندفعوا منجذبين إلى رواية جديدة.
من يستخدم التطبيق، عليه أن يقبل أولاً شروط سياسة الاستخدام، وأهمها موافقته على أن يكتب لقارئ على استعداد للتخلص منه فور اكتشاف ومضة جديدة في الأفق. عرّف التطبيق نفسه كالتالي: لا نملك أي قواعد بديلة ضد وصفات الكتابة، بل نتبنّاها، نعرف أن الوصفات صالحة وتنتج يومياً الطبيب والمهندس والعاطل وآلاف الروايات الممتازة والجيدة والتافهة. يصنّف كُتاب التطبيق إلى عدة فئات: المقامرون، الخونة، قناديل البحر، أبناء بودلير. أعلاهم قدراً الخونة، وأكثرهم حظاً المقامرون، أكثرهم ولاء أبناء بودلير، أجملهم قناديل البحر».
- القاهرة : «الشرق الأوسط»
نُشر: 15:22-1 نوفمبر 2023 م ـ 17 ربيع الثاني 1445 هـ
TT
20تهيمن الطرافة والتشويق على موضوع رواية «المشاء العظيم»، الصادرة عن دار «الشروق» بالقاهرة، للكاتب المصري أحمد الفخراني، حيث يتناول العمل ما يمكن وصفه بـ«الوجه المظلم للوسط الأدبي» من زاوية السرقات الأدبية، وسطو أحدهم على مجهود الآخرين، كذلك صراعات المثقفين وحروب التهميش والحسد التي يخوضونها ضد بعضهم البعض بضراوة.
وتقدم الرواية، في هذا السياق، بانوراما سردية منضبطة اللغة والبناء الفني عن سيرة الروائي الطامح للشهرة «محمد الأعور»، وسبل اختراقه عوالم الأدب بطرق ملتوية، لكن عند ذروة نجاحه في تحقيق ما يصبو إليه يواجه شبح أستاذه الميت والروائي المنسي «فرج الكفراوي» الذي يطالبه بتسديد دَينه القديم، فبعد أن سرق منه ست روايات منحته الشهرة، عليه أن يجعل روايته السابعة باسم الكفراوي، وأن يستخدم نفوذه وشهرته ليعلن أنه اكتشف كنزاً أدبياً باسم أستاذه كي يعيد إحياء اسمه الذي ابتلعه الموت والنسيان، لكن «الأعور» يكتشف أن الرواية المطلوبة ليست سوى حياته نفسها.
ويجمع النص، الذي يقع في 183 صفحة من القطع المتوسط، بين عناصر الدراما الإنسانية والنفَس البوليسي والحِس التهكمي الساخر، مع نزعة إلى الفانتازيا؛ في طياتها تكمن تساؤلات حول النجاح والأصالة والزيف، وكذلك حول فن الرواية ومستقبلها.
صدر للفخراني من قبل عدة روايات، منها «بار ليالينا»، و«إخضاع الكلب»، والمجموعة القصصية «مملكة عصير التفاح»، بالإضافة لكتاب «كل قلب حكاية» الذي يتضمن صوراً قلمية لشخصيات متنوعة، وديوان «ديكورات بسيطة» بالعامية المصرية.
ومن أجواء الرواية نقرأ:
«لم يتوقع أحد كل هذا النجاح عندما أطلق محمد الأعور تطبيقه الإلكتروني الفريد (المشاء العظيم) الذي وضع فيه كل خبرة روحه في التزوير. الشيء الأصيل الوحيد الذي يملكه مضافاً إليه طزاجة جسد تلميذه الشاب هاني الديب، وكل ما تعلَّمه من أستاذه فرج الكفراوي. يستطيع مستخدمو التطبيق تغيير حبكة أي رواية إن أرادوا أن يغيروا النهايات والبدايات، أن يحذفوا الجمل التي أثارت مللهم أو حفيظتهم أو أن يضيفوا جملهم الركيكة والقوية بأنفسهم، لا فارق؛ فالتطبيق يدعم نزعة الإنسان إلى المونولوج ويحترم الثرثرة.
أغلب خدمات التطبيق مجانية، لكن إن أردت التقدم أكثر في اللعبة فعليك أن تدفع ما يعادل دولاراً لكل خطوة إضافية يتم التبرع بعشرة سنتات منها لرابطة الروائيين المنسيين الذين كلّفتهم الكتابة حياتهم بلا عائد. نجحت تلك الفكرة، فقد جعلت المستخدمين يشعرون أثناء اللعب بمتعة الإحسان. نسخة روايتك المحرَّرة من الروايات الأخرى قد تحظى بمكان فريد ودائم إن دفعت أكثر. كلما حظيت بانتشار وتقييم أكثر من سواك ضمنت مكاناً متميزاً مجاناً ولمدة تطول حسب اهتمام المستخدمين، قبل أن يأكل روايتك النسيان ويندفعوا منجذبين إلى رواية جديدة.
من يستخدم التطبيق، عليه أن يقبل أولاً شروط سياسة الاستخدام، وأهمها موافقته على أن يكتب لقارئ على استعداد للتخلص منه فور اكتشاف ومضة جديدة في الأفق. عرّف التطبيق نفسه كالتالي: لا نملك أي قواعد بديلة ضد وصفات الكتابة، بل نتبنّاها، نعرف أن الوصفات صالحة وتنتج يومياً الطبيب والمهندس والعاطل وآلاف الروايات الممتازة والجيدة والتافهة. يصنّف كُتاب التطبيق إلى عدة فئات: المقامرون، الخونة، قناديل البحر، أبناء بودلير. أعلاهم قدراً الخونة، وأكثرهم حظاً المقامرون، أكثرهم ولاء أبناء بودلير، أجملهم قناديل البحر».