ناشرون عرب: الكتاب الورقي في تطور مستمر رغم الأزمات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ناشرون عرب: الكتاب الورقي في تطور مستمر رغم الأزمات


    ناشرون عرب: الكتاب الورقي في تطور مستمر رغم الأزمات


    الكتاب المطبوع لا يزال يحتفظ بمكانته، ويعزز مكتسباته، وقيمته كمرجع أساسي للمعرفة الإنسانية.
    السبت 2023/11/04
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    سلطان العامري: مبيعات الكتب في تزايد

    الشارقة - في ظل الثورة المعلوماتية التي نعيشها اليوم وما فرضته من تحولات كبرى خاصة على مستوى النشر، برز صراع جديد بين النشر الورقي والنشر الإلكتروني، حتى أضحت العملية أشبه بلعبة شدّ الحبل، أمام تنامي الوسائل التكنولوجية التي سهّلت وصول الكتاب إلى القارئ، وتراجع الكتاب الورقي، رغم أنه يظل دائما ذا خصوصية فريدة. وتختلف آراء القراء والمثقفين والناشرين حول هذين القطبين اللذين يتنازعان الكتاب.

    وقد تكون حقيقة واقع صناعة الكتاب العربي اليوم غير ما يظنه الكثيرون ممن يقولون بتراجعها وانحصارها، وهو ما يؤكده أصحاب هذه المهنة التي استمرت في التطور رغم التحديات الكبيرة.

    في عالم اليوم الذي يشهد قفزات نوعية في ما يتعلق بالتكنولوجيا والرقمنة، يعتقد الكثير من الأشخاص المهتمين بعالم الكتب والنشر أن الكتاب الورقي تأثرّ بهذه التطورات التقنية المتتابعة وتراجع قليلا، بينما يرى آخرون أن الكتاب المطبوع لا يزال يحتفظ بمكانته، ويعزز مكتسباته، وقيمته كمرجع أساسي للمعرفة الإنسانية.

    العديد من الناشرين العرب المشاركين في الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، قدموا قراءاتهم وآراءهم حول اتجاهات القراء العرب، وأجابوا على سؤال: هل مازال الكتاب الورقي سيد المشهد المعرفي في الوطن العربي؟

    خلال السنوات العشر الماضية مرت معظم البلدان العربية بأزمات كبيرة ورغم ذلك ظل سوق الكتاب فيها نشطا

    يرى أحمد بدير، مدير عام دار الشروق المصرية، أن الكتاب الورقي بخير، والإقبال عليه في تزايد مستمر خاصة في السنوات الخمس الأخيرة، ولا يرى بدير أن التكنولوجيا تقف عائقا في طريق انتشار الكتاب المطبوع، بل على العكس تماما.

    ويشير إلى أن التكنولوجيا وسيلة ممتازة، تسهل أعمال الناس، ولا يرى فيها أي تهديد على صناعة النشر والكتاب المطبوع، بل تمكن الناشر والمؤلف والقارئ من الوصول السهل إلى المحتوى المنشور.

    ويعتقد بدير أن على الناشرين إذا أرادوا للكتاب الورقي أن يظل محافظا على انتشاره أن يفهموا كيف يتعاملون مع مخرجات التكنولوجيا الحديثة للتسويق الفعال للكتاب المطبوع.

    من ناحيته، يوضح سلطان العامري، مسؤول المعارض الخارجية وكبار العملاء في مكتبة العُبيكان، أن نسبة المبيعات في المملكة العربية السعودية للكتاب الورقي في تزايد دائم.

    ويضيف “سيظل الكتاب الورقي هو الأفضل من جميع النواحي، مريح للعين، ويمكن مطالعته في أي مكان، وتحت أي ظروف، بالإضافة إلى أن استحضار المعلومات من الذاكرة أسهل عند القراءة الورقية”، ومن أجل الحفاظ على انتشار الكتاب الورقي يرى العامري أن الخطوة الأهم هي استقطاب العناوين المميزة، وتقديمها للقراء بجودة عالية.

    ويرى جهاد شبارو، مدير الدار العربية للعلوم “ناشرون”، أن التحديات التي تواجه الكتاب الورقي كثيرة، من أبرزها من وجهة نظره مسألة السرقات والقرصنة التي هي في ازدياد كبير.

    ويقول “صناعة النشر مهددة في الوطن العربي بسبب قرصنة الكتب وإتاحتها على بعض منصات التواصل الاجتماعي، فالناشر عندما لا يجد إقبالا على شراء ما ينشره، سيفكر في حلول أخرى تقلل من خسارته، والتحول الرقمي أقل تكلفة في صناعة النشر، ومن هنا سيكون الكتاب الورقي مهددا”.


    كتب الأدب الأكثر إقبالا


    لكن ورغم مخاوفه الكثيرة، إلا أن شبارو يصرح بأن محبي الكتب الورقية موجودون في كل مكان، وعن اتجاهاتهم القرائية يوضح أن كتب الأدب بشكل عام تشهد إقبالا شديدا عليها، تليها كتب السيرة الذاتية، ثم كتب التاريخ. متابعا “من خلال خبرتي في هذا أعتقد أن هذه المجالات الثلاثة هي التي يقبل عليها القراء العرب بنهم شديد”.

    ويرى أحمد غريب، المسؤول في دار الرافدين لبنان والعراق، أن الكتاب الورقي في سوق النشر العربي في أفضل حالاته، مصرحا بأنه خلال العشر سنوات الماضية مرت معظم البلدان العربية بأزمات كبيرة، ورغم ذلك ظل سوق الكتاب العربي نشطا، وعليه إقبال شديد من القراء العرب، ومن خلال عملي في قطاع النشر والتوزيع.

    يؤمن مؤنس الحطاب مدير عام وصاحب مؤسسة “ألف باء تاء ناشرون”، بأن الكتاب الورقي يأتي في المقدمة، إيمانه ذلك مؤسس على أرقام مبيعات المؤسسة المتخصصة في نشر كتب الأطفال، إذ يؤكد الحطاب أن الكتاب الورقي وتحديدا في ما يتعلق بالكتب الموجهة للأطفال، هو الأكثر انتشارا بلا منافس.

    ويضيف “الأطفال رغم التطور التكنولوجي، يبهرهم الكتاب الورقي، ويبحث الأهل عنه، لذلك دائما ما تجدنا نختار عناوين جديدة، ونقوم بطباعتها، وفي مشاركتنا هذا العام في معرض الشارقة الدولي للكتاب، طبعنا حوالي 50 عنوانا جديدا، ونحن واثقون أننا سنجد إقبالا، فالمحبون والشغوفون بالكتاب الورقي لا يمكن حصرهم، وموجودون في كل مكان”.

يعمل...
X