تجارة الطابوق البابلي 

لقد كان طابوق خرائب بابل من المواد المهمه التي دخلت مجال التجاره المربحه في الحله تلك التجاره كانت وليدة القرن الثامن عشر .ان سكان مدينة الحله هم اول من استخدم طابوق خرائب بابل في تشييد مساكنهم واسواقهم ومساجدهم وبقية المنشات البنائيه الاخرى لكون ان نوعية الطابوق كانت جيده ومحتفظه بخواصها الفنيه التي تشجع على استعماله في البناء الجديد .
لقد ازداد الطلب على هذا الطابوق من قبل المناطق القريبه والمحيطه بمدينة الحله كبغداد وكربلاء والنجف مما ادى الى قيام تجاره نشطه في هذا المجال حتى ان بعض دراسات المدن قد ذكرت ان بابل اصبحت منجما لاهل الحله وبغداد نتيجة تجارتهم بهذا الطابوق . لقد ظهرت على جدران كثير من ابنية هذه المدينتين الكتابه المسماريه والتي كانت متداوله في عهد نبوخذ نصر حتى ان بغداد اصبح يطلق عليها اسم بابل الجديده لكثرة الابنيه التي استخدمت هذا النوع من الطابوق .
ان عمليات الحفر والتنقيب كانت تتم على مراى من انظار السلطات العثمانيه في الحله دون اجراءات رادعه شرط ان يدفع القائمون بذلك رسوما وضرائب او يقوموا برشوة الموظفين .
لقد ذكر عدد من الرحاله الاجانب الذين زاروا الحله ان الحكومه العثمانيه قامت بعد انتهاء مدة البحث من قبل الاوروبيين بمنح التجار ومتعهدي البناء موافقات للبحث في الخرائب البابليه وكان هؤلاء يفضلون العمل في الاخاديد التي خلفها الاوروبيون اثناء قيامهم بالتنقيبات لان ذلك سيوفر لهم جهدا ووقتا ويمكنهم ايضا من العثور على بعض الاثار والاسطوانات الاثريه التي كانت هي الاخرى تلقى رواجا كبيرا لدى الاجانب.