العالم على أبواب حروب أيكولوجية..هلهذا حقيقة أم وهم..خالد وليد محمود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العالم على أبواب حروب أيكولوجية..هلهذا حقيقة أم وهم..خالد وليد محمود



    هل يقف العالم على أبواب حروب أيكولوجية؟
    29 - أغسطس - 2021


    خالد وليد محمود


    سلسلة من الأزمات والكوارث الطبيعية يشهدها العالم بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، هذه الظاهرة لم تعد مقتصرة على المختصين، ورهن أدراج الأكاديميين في مراكز الأبحاث العلمية، بل باتت ملموسة بشكل واضح خصوصا في العقد الأخير على كافة المستويات، حيث تشهد المعمورة سنويا كوارث طبيعية من فيضانات وأعاصير مدمرة، وحرائق غابات، وجفاف وتصحر مساحات واسعة من الأراضي، وشحا في المياه، وما سببه ذلك من تدهور في الزراعة وتهديد للأمن الغذائي، وزيادة الفقر والجوع، ما أدى إلى مقتل المئات وهدم منازل ونزوح الآلاف من قارة آسيا وافريقيا، مرورا من أوروبا حتى أمريكا الشمالية، عدا عن ذوبان الجليد القطبي وما ينذر به ارتفاع منسوب البحار من غرق مدن بأكملها.
    لقد دقت الفيضانات التي اجتاحت أوروبا والصين خلال الصيف الجاري وحرائق الغابات التي شهدتها تركيا واليونان وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، جرس الإنذار للتأهب لكوارث أشد عنفا، وزادت على معظم اقتصادات العالم النامي والمتقدم أعباءً كبيرةً لا تقل عمَّا أحدثته جائحة كورونا.

    أحداث مناخية

    الأرقام بهذا المجال مفزعة، مثلا في عام 2020 أحصت دراسة عالمية حوالي عشرة أحداث مناخية قاسية كلّفت الآلاف من الأرواح البشرية وملايين الدولارات من شركات التأمين، ستة من هذه العشرة حصلت في آسيا وحدها، حيث سببت الفيضانات في الصين والهند أضرارًا تجاوزت حوالي 40 مليار دولار بينما تجاوزت الخسائر المُسببة بوساطة الأعاصير والحرائق 60 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها.
    وفي آسيا أنهت العواصف حياة أكثر من 2000 شخص، وشردت ملايين آخرين من منازلهم ووصلت الأضرار في الصين جراء التغيرات المناخية إلى 32 مليار دولار بين يونيو/ حزيران وأكتوبر/ تشرين الأول من عام 2020.
    أما أفريقيا ابتليت بأسراب الجراد ما أدى إلى خسارة وإتلاف 8.5 مليار دولار من المحاصيل وغيرها من النباتات.
    وفي النصف الأول من 2021، كان على شركات التأمين دفع نحو 40 مليار يورو كتعويض في أوروبا، عن خسائر الحالات المتطرفة للجو، كالأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات كما ارتفع عدد النازحين حول العالم جراء الكوارث الطبيعية إلى أكثر من 40 مليون شخص.

    منطقة الشرق الأوسط

    كما تشير الأرقام أنه وبحلول عام 2025، سيتعرض 80 – 90 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لندرة المياه، وبحلول عام 2030 من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في الصيف في المنطقة أسرع مرتين من المتوسط العالمي.
    وبحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية، مع 200 يوم من الحرارة الشديدة كل عام.
    ومن دون اتخاذ إجراءات تحول دون ذلك، قد تصبح العديد من المدن في المنطقة غير صالحة للسكن قبل عام2100.
    رغم كل التحذيرات الدولية من تنامي ظاهرة الاحتباس الحراري لا تزال التحركات العالمية لمواجهتها غير فاعلة وغير جادة..
    وما يمكن قراءته في هذا المشهد أن هذه المسألة باتت أمام مقاربات سياسية هدفها خدمة مصالح الدول الصناعية المتنفذة (مثال ذلك انسحاب الولايات المتحدة إبان حكم الرئيس دونالد ترامب من اتفاقية باريس للمناخ) هذا الانسحاب أثار تساؤلا عن الطرق الخلّاقة التي يمكن من خلالها تحقيق أهداف الاتفاقيات الدولية بشأن المناخ وتقليل الانبعاثات الكربونية تقنيا وسياسيا. بالإضافة إلى نية المجتمع الدولي من تكوين إدارة عالمية فعالة تقود معركة التغير المناخي في عالم مازال تسوده الشكوك العملية حول نجاعة التعاون الدولي في إيجاد حلول ذات قيمة للإشكاليات المناخية التي تعتبر دون منازع أهم القضايا المطروحة في السياسات العالمية لما لها من تداعيات تمس مستقبل الخليقة.

    الاحترار المناخي

    ما يجمع عليه الخبراء أن العالم لا يملك رفاهية الوقت للشد والجذب حول من يتحمل المسؤولية أكثر مِنْ مَن، فالتحذيرات تتعالى من أن الاحترار المناخي قد يفضي في النهاية إلى حروب أيكولوجية تأكل الأخضر واليابس، حروب تشنها قوى المناخ العمياء المتطرفة عليها، وأن الكرة الارضية مقبلة على زوال مدن بأكملها وهلاك الملايين من البشر وانقراض أنواع من الكائنات الحية؛ الأمر الذي يهدد المعمورة بمجاعات وينذر باحتمال حروب وصراعات ليس طمعا في احتلال دول لأخرى، وإنما في محاولة الإنسان (الذي هو السبب في اختلال التوازنات الطبيعية من خلال اعتدائه عليها) للنجاة من لعنة الموارد وتوفير رغيف الخبز وقطرات المياه ونسمات الهواء اللازمة للحياة الآدمية.

    كاتب وباحث فلسطيني
يعمل...
X