قايتباي الأشرفي Qaytbay (al-Ashraf) هوالسلطان 41 من سلاطين المماليك في الديار المصرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قايتباي الأشرفي Qaytbay (al-Ashraf) هوالسلطان 41 من سلاطين المماليك في الديار المصرية

    قايتباي (الأشرف)
    (…ـ 901هـ/… ـ 1495م)

    قايتباي الأشرفي المحمودي الظاهري أبو النصر سيف الدين، جركسي الأصل، جلبه إلى مصر التاجر محمود بن رستم سنة 839 هـ/1435م، فاشتراه الأشرف برسباي، ثم انتقل ملكه إلى الظاهر جقمق، ولذلك يُنسب إلى الأشرف برسباي وإلى تاجره محمود وإلى الظاهر جقمق؛ فيقال: الأشرفي المحمودي الظاهري، ثم أعتقه الظاهر جقمق، واستخدمه في جيشه، فأخذ يترقى في المناصب حتى وصل إلى العرش، وصار سلطاناً لمصر عام 872هـ/1467م، ومن ثمّ فهو الحادي والأربعون من سلاطين المماليك في الديار المصرية، والخامس عشر من سلاطين دولة المماليك البرجية أو الجركسية.
    كانت مدّة حكمه عامرة بالأمور العظام والحروب، وقد واجه في بداية حكمه جملة من الصعوبات والعقبات، منها فرار السلطان السابق «تمر بغا» من سجنه بدمياط إلى بلاد الشام، ومنها إلى حلب، فعمل قايتباي على القبض عليه وإعادته إلى سجنه، ومنها خلو الخزائن من الأموال التي كان يحتاجها لإعداد جيشه لمواجهة الأخطار الخارجية، فتجاوز هذه المشكلة حتى وصل ما أنفقه على جيوشه ما يقارب سبعة ملايين وخمسمئة وستين ألف دينار، عدا ما كان ينفقه على الأمراء والجند عند عودتهم من جبهات القتال.
    ومن الأخطار التي واجهها قايتباي استيلاء سوار بن سليمان بن الناصر التركماني على أملاك الدولة في شمالي بلاد الشام والبلاد الحلبية، واستيلاؤه على قلعة إياس، فوجه إليه قايتباي جيوشاً عدة باءت بالإخفاق، إلى أن وجّه إليه حملة كبيرة عام 875 هـ/1470م، فهزمت سواراً وجنوده، واستعادت شمال البلاد الشامية والحلبية، وحُوصر سوار وجنوده في قلاعهم حتى استسلموا، فسيقوا إلى مصر، وهناك تمّ شنق سوار.
    ومن تلك الأخطار إغارة ملك العراقيين حسن الطويل على أملاك الدولة في الشام، فساق إليه جيشاً قوياً بقيادة الأمير يشبك الدوادار، فهزمه، وتابع يشبك مسيره، وأخمد فتنة حدثت في حماه سنة 885 هـ/1480م، ثم سار إلى شرق الفرات، ولكنه أصيب بهزيمة كبرى عند حصاره مدينة الرها، وقُتل أمامها هو وكثير من جنوده، وكادت البلاد الشامية والحلبية أن تفلت من يد مصر لولا أن تدارك قايتباي الخطر، وبعث بحملة جديدة بقيادة أزبك بن ططخ، فأعادت الأمن في تلك البلاد.
    ولم يلبث قايتباي بعد ذلك أن واجه عدوّاً جديداً أخذ يطغى على أملاك الدولة، ويغير على أطرافها، وهذا العدوّ هو العثمانيون الذين لم يكتفوا بالعدوان على البلاد، بل قاموا بتحريض عليّ دولات أخي سوار على الثورة على السلطان، وعاونوه على ذلك، فحاربه السلطان، وسيّر إليه جنداً من مصر وحلب فهزموه شر هزيمة، وكانت هذه الحادثة هي بدء النزاع الذي وقع بين المماليك والعثمانيين، والذي نما في المستقبل حتى أفضى إلى السيطرة العثمانية.
    حارب السلطان قايتباي العثمانيين أكثر من مرة، وانتصر عليهم مرات عدّة، فمثلاً خرجت إليهم جيوشه عام 893هـ/1487م، بقيادة أزبك بك، وألحقت بهم هزيمة منكرة، وخرجت إليهم حملة أخرى عام 895هـ/1489م، فوصلت في زحفها إلى بلاد العثمانيين نفسها في آسيا الصغرى.
    كان لقايتباي محاسن كثيرة، منها أعماله العمرانية في مختلف بقاع الدولة المملوكية، فقام ببناء المساجد والمدارس والربط والزوايا، وقام بتجديد كثير من هذه المؤسسات الدينية والعلمية وإصلاحها، واهتم أكثر ما اهتم بالأراضي المقدسة في الحجاز، فشيّد جامع الخيف في مِنى، وقام بإعمار مسجد نمرة في عرفة من جديد، وأعاد بناء الحرم النبوي الشريف عام 886هـ/1481م، بعد أن شبّت فيه النار، وأنشأ بمكة المكرمة مدرسة جليلة بجانب المسجد الحرام عند باب السلام، وبنى بجانبها رباطاً لطلبة العلم والفقراء، وأنشأ مدرسة بديعة في المدينة المنورة، وعمّر درجاً للمزدلفة، وأنشأ العديد من برك المياه هناك، وأعاد الحياة لعين عرفة بعد انقطاعها أكثر من قرن، وأجرى إليها المياه، كما قام بإصلاح بئر زمزم.
    وبنى بمصر ـ وبالقاهرة تحديداً ـ عدداً من المساجد والمدارس والزوايا، وشيّد مدرسة بدمياط، وقام بإصلاح الجامع الأزهر وجامع عمرو بن العاص وجامع قايتباي وتجديدها، وبنى في بيت المقدس مدرسة، ومثلها في غزة، إضافة إلى رباط للمتصوفة.
    تُوفِّي قايتباي، بعد أن اشتد عليه المرض، وبعد أن حكم البلاد تسعاً وعشرين سنة تقريباً.
    عمار النهار
    التعديل الأخير تم بواسطة Ali Abbass; الساعة 04-11-2022, 09:44 PM.
يعمل...
X