ما هو الجرانيت ؟ وكيف يتكون؟ وما هي استخداماته؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هو الجرانيت ؟ وكيف يتكون؟ وما هي استخداماته؟

    الجرانيت هو العلامة المميزة للصخور القارية، بل الأكثر من ذلك أنه العلامة الصخرية المميزة لكوكب الأرض نفسه. فمثلًا تمتلئ الكواكب الصخرية الأخرى مثل عطارد والزهرة والمريخ بحجر البازلت كما هو الحال في قيعان محيطات الأرض. لكن الأرض فقط لديها وفرة من هذا النوع الجميل والمثير من الصخور.
    المعلومات الأساسية عن الجرانيت :

    ثلاثة أشياء تميز الجرانيت:


    أولها أنه يتكون من حبيبات كبيرة من المعادن المتلاصقة بقوة مشكلة ما يسمى بنسيج الأفانيت ، ويعني ذلك أن هذه الحبيبات كبيرة بما يكفي لتمييزها بالعين المجردة. ثانيًا، دائمًا ما يتكون الجرانيت من معدني الفلسبار والكوارتز. بالإضافة إلى أنواع كثيرة من المعادن الأخرى المساعدة في بعض الأحيان.

    صورة توضيحية لعملية التصفيح السفلي

    وبشكل عام، يمنح كل من الفلسبار والكوارتز لونًا فاتحًا للجرانيت تتراوح درجته بين الزهري والأبيض. وتُنقَط هذه الخلفية الفاتحة بألوان داكنة تمثل المعادن الأخرى، لذا يمتلك الجرانيت الكلاسيكي هيئة خليط الملح والفلفل. وتُعد الميكا السوداء (البيوتايت) والأمفيبول الأسود (الهورنبلند) أكثر أنواع المعادن المساعدة انتشارًا.

    ثالثًا، تقريبًا كل الجرَانيت ناري –تجمد من حمم الماجما– وبلوتوني، أي أن عملية التجمد تلك حدثت في جسم كبير وعميق أو في بلوتون (صخور جوفية). وتُعد عشوائية تنظيم حبيبات الجرانيت دليلًا على الأصل البلوتوني كما هو الحال في الصخور النارية البلوتونية الأخرى مثل الجرانوديوريت والمونزونيت والتونالايت وديوريت الكوارتز.

    تتشكل صخور النايس ذات التكوين والمظهر المشابهين للجرانيت من خلال التحور الطويل والمكثف للصخور الرسوبية أو الصخور النارية، إلا أنه يمكن تمييز صخور النايس عن الجرانيت من خلال نسيجها القوي ومظهرها ذو الخطوط الفاتحة والداكنة.

    حجر البيوتايت
    جرانيت الهواة والجرانيت الحقيقي والجرانيت التجاري


    يمكنك تمميز هذا النوع بقليل من التدريب فهو حجر ذو لون فاتح وحبيبات خشنة موزعة بعشوائية. وهذا النوع غالبًا ما يطلق عليه الهواة اسم الجرانيت. حتى أن هواة جمع الصخور يوافقونهم.

    أما الجيوليجيون فيدرسون الصخور بشكل احترافي، وما تسميه أنت جرانيت يعرفونه هم باسم جرانيتويد. ويعتبر الجرانيت الحقيقي الذي يحتوي على الكوارتز بنسبة تتراوح من 20% إلى 60% بالإضافة إلى تركيز أعلى من الفلسبار القلوي مقارنة بفلسبار البلايجوكليز واحدًا من أنواع متعددة من الجرانيتويد.

    يمتلك تجار الصخور وجهة نظر ثالثة ومختلفة للغاية عن خصائص الجرانيت. الجرَانيت حجر قوي نظرًا لتلاصق معادنه بقوة خلال عملية تبريد بطيئة جدًا، إضافة إلى أن الكوارتز والفلسبار المكونان له أقوى من الفولاذ. وبالتالي، أصبح الجرَانيت مرغوبًا لأغراض البناء والزينة كشاهدات القبور والنصب التذكارية.

    كذلك لديه لمعة جيدة ومقاومة للأمطار الحمضية، الأمر الذي يجعل تجار الصخور يستخدمون لفظ جرانيت للإشارة إلى أي حجر ذا حبيبات كبيرة ومعادن قوية. لا ينطبق تعريف الجيولوجيين للجرانيت على كثير من الأنواع التجارية للجرانيت المستخدمة في البنايات وقاعات العرض مثل الغابرو الأسود أو البيروديتيت ذو اللون الأخضر الداكن أو النايس المخطط التي لا يمكن اعتبارها جرانيتًا ولا حتى من قبل الهواة، إلا أنها تُستغل كأحد أنواع الجرانيت التجاري.
    كيف يتشكل الجرانيت ؟




    يوجد الجرانيت في بلوتونات ضخمة في القارات، في المناطق التي تآكلت فيها القشرة الأرضية بشدة، وهذا منطقي إذ إن الجرانيت يحتاج أن يبرد ببطء في الأماكن العميقة لتشكيل حبيباته المعدنية الكبيرة. وتسمى البلوتونات التي تقل مساحتها عن 100 كيلومتر مربع بالمخزونات، أما البلوتونات الأكبر حجماً فتسمى بالباثوليتات.

    تنطلق الحمم في كل مكان على كوكب الأرض. لكن الحمم المحتوية على مثل مكونات الجرانيت تنطلق فقط على القارات، ما يعني أن الجرانيت يجب أن يتشكل من صهارة الصخور القارية. ويحدث ذلك لسببين: إضافة الحرارة وإضافة المواد المتطايرة -الماء أو ثاني أكسيد الكربون أو كلاهما-.

    ترتفع حرارة القارات نسبيًا لاحتواءها على معظم مخزون الكوكب من اليورانيوم والبوتاسيوم اللذين يسخِّنان محيطهما عبر التحلل الإشعاعي. وتميل الأماكن ذات القشرة الأرضية السميكة –مثل هضبة التبت– إلى الحصول على السخونة من الداخل.

    تسبب عمليات الصفائح التكتونية –خاصةً عملية الاندساس– في ارتفاع الصهارة –الماجما– البازلتية تحت القارات. وبالإضافة إلى الحرارة تطلق هذه الصهارة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والماء، ما يساعد الصخور بكافة أنواعها على الانصهار في درجات حرارة منخفضة.

    يُعتقد أنه من الممكن إلصاق كميات كبيرة من الصهارة البازلتية في قيعان القارات فيما يسمى بعملية التصفيح السفلي. ويمكن أن تتحول كمية كبيرة من القشرة القارية إلى جرانيت في نفس الوقت بفضل الانطلاق البطيء للحرارة والسوائل من ذلك البازلت. يُعد الجرف الصخري المسمى بنصف القبة وجبل ستون ماونتن اثنين من أشهر الأمثلة المعروفة للجرانيتويدات الضخمة المكشوفة.
    ما هو الجرانيت ؟


    يصنف الدارسون الجرانيت إلى ثلاثة أو أربعة أنواع. الجرانيت الناري والجرانيت الرسوبي، ويظهر هذان النوعان نتيجة انصهار الصخور النارية أو الرسوبية –أو تحولاتها المكافئة– الموجودة مسبقًا. الجرانيت الوشاحي الذي يُعتقد أنه طُوِّر مباشرة من الصهارة الموجودة في وشاح الأرض. والنوع الرابع هو الجرانيت الأنوروجوني الذي يُعتبر نوعًا خاصًا من الجرانيت الناري. على الرغم من تعقيد الأدلة المتاحة واختلاف العلماء لفترة طويلة إلا أن هذا خلاصة ما وصل إليه الوضع الآن.



    يُعتقد أن السبب المباشر لتجمع وظهور مخزون كبير وباثوليتات من الجرانيت هو تمدد أو انجراف القارات على الصفائح التكتونية، وهذا يفسر كيفية دخول الجرانيت بكميات كبيرة إلى القشرة الخارجية للأرض دون تفجير أو شق أو صهر طريقه للأعلى. ويفسر أيضًا لماذا يكون النشاط عند حافة البلوتونات ضعيفًا نسبيًا ولماذا يبرد ببطء.

    على نطاق واسع، يمثل الجرانيت طريقة احتفاظ القارات بحالتها. إذ تتفكك المعادن في الصخور الجرانيتية إلى طين ورمل، ويُحمل الطين والرمل إلى البحر لتعيدهما الصفائح التكتونية بجرفهما تحت حواف القارات عبر نشر قاع البحر وطرده. وهناك يُعاد تقديمهما على هيئة فلسبار (سليكات الألومنيوم) وكوارتز ليصبحا جاهزين لتشكيل جرانيت مرة أخرى في الظروف الملائمة. ويعد ذلك جزءًا من دورة حياة الصخور اللانهائية.
يعمل...
X