ربّما يمكننا اعتبار رواد الفضاء حالة استثنائية من الشجاعة والمهارة والذكاء، لكنّلهم ليسوا خارقين للعادات البشرية، إذ ما يزال عليهم التخلص من فضلاتهم كالبول والبراز حتى عند مغادرة الأرض.
لكن عند عمل ناسا على إرسال أول إنسان إلى الفضاء في أوائل السّتينات، لم توجه جزءًا من تركيزها على طرق تخلّص رواد الفضاء من فضلاتهم وإفراغ مثاناتهم وأحشائهم عند تواجدهم هناك في الأعلى.
ثمّ في عام 1961 رجل الفضاء (آلان شيبارد – Alan Shepard) – أول أمريكي في الفضاء – اضطر أن يبلل سرواله الداخلي على منصّة الإطلاق.
عندها أدركت ناسا سريعًا أنّ الافتقار إلى التخطيط يمثّل مشكلة فوضوية.
تحتاج وكالة ناسا إلى خطة أكثر جديّة لمسألة الحمام – مع أنّ الحلول ليست سهلة – بعد انتهاء مهمة أبولو 1975، قام المهندسين بوصف عمليتي البراز والبول: «إنّه الجانب المزعج للسفر في الفضاء».
قد أُرسِلَت إلى الفضاء مجموعة متنوعة من الحلول المؤقتة، كحقائب البول، لفائِف من الأسطوانات المدوّرة، حفّاظات الأطفال، مقاعد للمراحيض، و19 مليون دولار أمريكي للقيصريات.
إنّ استخدام بعض الحيل في ظل إنعدام الوزن جعل الأمر مريحًا أكثر قليلًا.
والآن باستطاعة روّاد الفضاء الحفاظ على فضلاتهم من الطفو حولهم.
لكنّ رائد الفضاء المتقاعد (بيجي ويستون -Peggy Whitson) والذّي سجّل رقمًا قياسيًا لوكالة ناسا لبقائه مدة 665 يومًا في الفضاء، صرّح مؤخرًا أنّ الذهاب للحمام في الفضاء هو الفعل الأقل تفضيلًا في ظروف انعدام الجاذبية.
إليكم القصة الكاملة عن كيفيّة تأقلم رواد الفضاء في الفضاء من عام 1961 حتى الآن.
في 5 مايو عام 1961 عندما قام (آلان شيبارد -Alan Shepard) بقيادة أول رحلة بشريّة إلى الفضاء والتابعة للولايات المتّحدة الأمريكية لم يكن هنالك خطة لعمليّة التبول.
كان من المفترض أن تستغرق الرحلة 15 دقيقة، لكنّ المهندسين لم يفكروا في المدة التّي يجدر بشيبارد أن يجلس فيها على منصة الانطلاق أولًا.
جلس شيبارد في مقدمة الصاروخ لبعض الوقت، ثمّ أدرك أنّ مثانته كانت ممتلئة بشكل غير مريح، هذا وقد أصّر الطاقم على بقائه في مكانه، عندها قال لهم شيبارد أنّه سيفرغها في مقعده.
كما صرّح في وقت لاحق: «بالطبع وبكون القطعة التّي أجلس عليها من القطن فهي كانت غارقة في الحال»، كما وأضاف: «وقد كنت جافّا تمامًا مع وقت الإقلاع».
بعد ذلك بدأت ناسا في إعطاء روّاد الفضاء بعض معدّات التبول، بعض حاويات البول الأولى، والتّي بدت مثل الواقي الذكري البولي، وقد جاءت في ثلاثة أحجام مختلفة وقد أطلقت عليها ناسا اسم الأسطوانات المدوّرة، ومن الجدير بالذكر أنّها لم تكن مصممة للاستخدام النسائي.
تمّ ربط حزم اللاتكس بأنبوب بلاستيكي، صمّام، مشبك وحقيبة تجميع، لم يكن نظامًا رائعًا وأحيانًا كان يسرّب.
كانت الأصفاد هي التّي استخدمها (جون غلين – John Glenn) في مهمته Mercury Atlas 6 -إذ كانت هذه المرة الأولى التّي يذهب فيها بنو البشر إلى المدار في ناسا- استغرقت الرحلة 4 ساعات و55 دقيقة.
خلال مهمة الجوزاء في الستّينات اضطرت ناسا للمرة الأولى للتعامل مع البراز في الفضاء.
الجهاز الأولي كان عبارة عن حقائب مربوطة في مؤخرات رواد الفضاء.
صرّحت ناسا: «بعد عمليّة التغوط يجب على عضو الطاقم إغلاق الحقيبة وعجنها لخلط البكتريا السائلة مع المحتويات لتوفر درجة الاستقرار المطلوبة من البراز»، «وبسبب كون هذه المهمة كانت كريهة وتطلبت وقتًا أكثر، بشكل عام تمّ استخدام الأطعمة منخفضة المخلفات والمسهلات قبل الإطلاق».
هذه الحيلة المستخدمة في مهمة أبولو لم تكن أفضل بكثير فقد كانت أيضًا عبارة عن نظام حقائب أو أكياس.
حتى أنّ ناسا تمتلك سجلًا عن كل الفضلات التّي تمّ جمعها في مهمة أبولو. لكنّ لم يتمّ جمع كل العينات كما هو مخطط له.
أثناء مهمة أبولو 10 في عام 1969 قال رائد الفضاء (توم ستافورد – Tom Stafford) بشكل مفاجئ: «أحضر لي منديلًا بسرعة هنالك فضلات تطفو في الهواء».
هل كان رائد الفضاء (جون يونغ -John Young’s) ؟ قال يونغ (Young): «لم أفعل ذلك إنّ هذه الفضلات ليست لي» كما هو مسجل في نسخة ناسا.
كما طورت ناسا “نظامًا لاحتواء البراز” لرواد فضاء أبولو إذ كان من المستحيل استخدام الأكياس خارج المركبة الفضائية.
يتكون النظام من: “زوج من الملابس الداخلية مع طبقات من المواد الماصة”.
تبعًا لما قالته ناسا: «إنّ هذه السراويل القصيرة ستكون قادرة على حفظ أيّ فضلات».
أخيرًا وصل عصر مكوك الفضاء ومعه النساء (والمراحيض) إلى الفضاء.
حتى تتمكن رائدات الفضاء من القيام بعملية التبوّل أثناء الإطلاق وأثناء السفر في الفضاء، أنشأت ناسا صندوق الاحتواء القابل للامتصاص وهو نوع من السراويل المشابه لسراويل الدراجات المصممة لامتصاص البول.
تجهّز المكوك الفضائي بمراحيض بقيمة 50.000 دولار أمريكي يسمى نظام جمع النفايات.
لم يكن المرحاض سهلًا للاستخدام، حيث كانت فتحة العرض أقل من 4 إنش (10 سنتيمترات) أي حوالي ربع فتحة المرحاض العادية.
كان على روّاد الفضاء أن يتدرّبوا على استخدام هذه المراحيض على سطح الأرض أولًا، بالإضافة إلى ذلك فقد شملت بعض التجارب كاميرا خاصة تحت المقاعد كي تساعدهم تحقيق هدفهم بشكل كامل.
وكما صرّح (سكوت واينشتاين -Scott Weinstein) من وكالة ناسا بواسطة فيديو: «المحاذاة أمر مهم»، وهو الذّي قام بتعليم روّاد الفضاء كيفيّة استخدام المراحيض في المكوك.
كما أنّه لا يُسمح باستخدام الورق في المرحاض، لذلك اضطروا للتخلص من الفضلات بشكل منفصل.
قال رائد الفضاء (مايك ماسيمنيو – Mike Massimino) أنّه استخدم أحزمة لربط رجليه عندما احتاج الجلوس على مقعد المرحاض في الفضاء لأنّه عندما جلس عليه شعر بأنّه يركب دراجة مروحية، «أنا أفكر في مكان (بيتر فوندا – Peter Fonda) في (الركوب السهل – Easy Rider)» يقول مايك، ويضيف: «هذا هو المنصب الأنسب لي».
اليوم في محطة الفضاء الدولية يستخدم روّاد الفضاء حمّامًا والذّي يكون عبارة عن حفرة مرحاض صغيرة الحجم وتمتص مروحة التفريغ فضلاتهم بعيدًا، هنالك قمع منفصل مجهّز بمروحة ليفصل بولهم بعيدًا.
بعد أن ينتهي رواد الفضاء، يخزن برازهم في حقائب بلاستيكية ثمّ يتمّ نقله في نهاية المطاف بواسطة سفن شحن والتّي تحترق أثناء سقوطها نحو الأرض.
كما وصرّحت قائدة المحطة المتقاعدة (بيجي وتسون -Peggy Whitson) – والتّي قضت أطول وقت في الفضاء من أيّ رائد فضاء آخر في ناسا- لمجلة بيزنس إنسايدر أنّ الطفو في الفضاء رائع لكنّ الذهاب للحمّام فلا.
وقالت عن المراحيض: «بعد أن تنتهي عليك وضع قفاز مطاطي والتقاطه».
الحمام في محطة الفضاء الدولية ( ISS) فعّال جدًا في جمع البول، حيث يتمّ إعادة تدوير حوالي من 80 إلى 85 في المئة منه حتى يصبح مياه شرب لرواد الفضاء.
لكنّ (واينشاتين – Whitson) طلب أداءً أفضل من ناسا.
وقد أضاف: «نريد نظامًا مغلقًا، أيّ يجب علينا إعادة تدوير جميع مياهنا».
اليوم يستخدم رواد الفضاء النساء والرجال هذه الملابس شديدة الامتصاص عند المشي في الفضاء.
اسم العلامة التجارية للادوات هو: “Absorbancies”، أمّا الشركة التّي صنعتهم لناسا لم تعد موجودة، لكنّ ناسا تحتفظ بمخزونها الخاص.
لا يحتوي مرحاض محطة الفضاء الدولية (ISS) على سجل حافل، هذا بسبب أنّه فقد جزءً منه في مايو 2008.
لحسن الحظ، إنّ وظيفة النفايات الصلبة ما زالت تعمل كما أنّ مركبة الفضاء (سويوز- Soyuz) التّي اتصلت بمحطة الفضاء في ذلك الوقت كانت تحتوي حمّامًا ( لكنّ بسعة محدودة )، بالنسبة للبول كان على رواد الفضاء استخدام الحقائب.
كما ذكرت وكالة (أسوشيتد برس- Associated Press) فإنّ انهيار أو تعطّل الحمام أُعتبِر مشكلة لأنّه كان المرحاض الوحيد على المحطة وقتها.
بعد 6 أشهر وصل مرحاض روسي بلغت تكلفته 19 مليون دولار محطة الفضاء الدولية (ISS) وأصبح ثاني مرحاض في المحطة.
تمّ تسليم مقصورة النفايات والنظافة إلى محطة الفضاء الدولية على متن (مكوك فضاء انديفور-shuttle Endeavour) في مهمة STS-126.
بنى الروس نظام مرحاض منفصل بقنوات منفصلة للسائل والفضلات الصلبة.
وفي العام الماضي أطلقت وكالة ناسا (تحدي الفضلات في الفضاء – Space Poop Challenge) لحلّ المشكلة التّي تظهر عند بقاء روّاد الفضاء في بدلات الفضاء لأيام في كل مرة، كالرّحلات إلى المريخ.
وقد تلقّى هذا الجهاز الجائزة الكبرى وهي عبارة عن 15000 دولار أمريكي.
يعتمد هذا النظام على إتاحة جزء صغير والذّي يمكن ربط أنابيب وحقائب مختلفة من خلاله لجمع النفايات على الجزء المنشعب، ويمكن لهذا النظام أن يساعد روّاد الفضاء على تغيير ملابسهم الداخلية دون خلع بدلة الفضاء.
عمل (تاتشر كاردون -Thatcher Cardon) ليالي وعطلات نهاية الأسبوع على النماذج الأولية مع زوجته وطفليه المراهقين.
وقال كاردون في تصريح سابق لبيزنس إنسايدر: «لقد قمت بتخطيط جميع التصميمات في عقلي، أُفضّل أن أستلقي وأفكّر في الموضوع بنظرة مختلفة». «فكّرت، يجب أن نزيل النفايات من البدلة».
ناسا ليست مستعدة لاستخدام النظام في بدلة الفضاء الخاصة بها، لكنّها صرّحت أنّه بإمكانها استخدام بعض الجوانب لتطوير أفضل الطرق لرواد الفضاء للتخلص من الفضلات في بدلتهم في المستقبل.
قال كاردون – وهو أيضًا ضابط في سلاح الجو، طبيب عائلة وجرّاح، أنّه يمكن استخدام نفس مفهوم التصميم في مناطق أخرى من الجسم لعمليات جراحية طارئة.
فقد صرّح: «عند وضع هذا المجس على السرة فإنّه بإمكانك القيام بعملية جراحيّة في البطن» وأضاف: «إذا واجه روّاد الفضاء موقفًا لحصول صدمات أو أذى كتعدين الكوكيب في الفضاء فإنّك قد ترغب في تواجد مثل هذه المجسات هناك».
لا يبدو أنّ مراحيض الفضاء ستصبح أكثر روعة في أيّ وقت قريب.
لكن عند عمل ناسا على إرسال أول إنسان إلى الفضاء في أوائل السّتينات، لم توجه جزءًا من تركيزها على طرق تخلّص رواد الفضاء من فضلاتهم وإفراغ مثاناتهم وأحشائهم عند تواجدهم هناك في الأعلى.
ثمّ في عام 1961 رجل الفضاء (آلان شيبارد – Alan Shepard) – أول أمريكي في الفضاء – اضطر أن يبلل سرواله الداخلي على منصّة الإطلاق.
عندها أدركت ناسا سريعًا أنّ الافتقار إلى التخطيط يمثّل مشكلة فوضوية.
تحتاج وكالة ناسا إلى خطة أكثر جديّة لمسألة الحمام – مع أنّ الحلول ليست سهلة – بعد انتهاء مهمة أبولو 1975، قام المهندسين بوصف عمليتي البراز والبول: «إنّه الجانب المزعج للسفر في الفضاء».
قد أُرسِلَت إلى الفضاء مجموعة متنوعة من الحلول المؤقتة، كحقائب البول، لفائِف من الأسطوانات المدوّرة، حفّاظات الأطفال، مقاعد للمراحيض، و19 مليون دولار أمريكي للقيصريات.
إنّ استخدام بعض الحيل في ظل إنعدام الوزن جعل الأمر مريحًا أكثر قليلًا.
والآن باستطاعة روّاد الفضاء الحفاظ على فضلاتهم من الطفو حولهم.
لكنّ رائد الفضاء المتقاعد (بيجي ويستون -Peggy Whitson) والذّي سجّل رقمًا قياسيًا لوكالة ناسا لبقائه مدة 665 يومًا في الفضاء، صرّح مؤخرًا أنّ الذهاب للحمام في الفضاء هو الفعل الأقل تفضيلًا في ظروف انعدام الجاذبية.
إليكم القصة الكاملة عن كيفيّة تأقلم رواد الفضاء في الفضاء من عام 1961 حتى الآن.
في 5 مايو عام 1961 عندما قام (آلان شيبارد -Alan Shepard) بقيادة أول رحلة بشريّة إلى الفضاء والتابعة للولايات المتّحدة الأمريكية لم يكن هنالك خطة لعمليّة التبول.
كان من المفترض أن تستغرق الرحلة 15 دقيقة، لكنّ المهندسين لم يفكروا في المدة التّي يجدر بشيبارد أن يجلس فيها على منصة الانطلاق أولًا.
جلس شيبارد في مقدمة الصاروخ لبعض الوقت، ثمّ أدرك أنّ مثانته كانت ممتلئة بشكل غير مريح، هذا وقد أصّر الطاقم على بقائه في مكانه، عندها قال لهم شيبارد أنّه سيفرغها في مقعده.
كما صرّح في وقت لاحق: «بالطبع وبكون القطعة التّي أجلس عليها من القطن فهي كانت غارقة في الحال»، كما وأضاف: «وقد كنت جافّا تمامًا مع وقت الإقلاع».
بعد ذلك بدأت ناسا في إعطاء روّاد الفضاء بعض معدّات التبول، بعض حاويات البول الأولى، والتّي بدت مثل الواقي الذكري البولي، وقد جاءت في ثلاثة أحجام مختلفة وقد أطلقت عليها ناسا اسم الأسطوانات المدوّرة، ومن الجدير بالذكر أنّها لم تكن مصممة للاستخدام النسائي.
تمّ ربط حزم اللاتكس بأنبوب بلاستيكي، صمّام، مشبك وحقيبة تجميع، لم يكن نظامًا رائعًا وأحيانًا كان يسرّب.
كانت الأصفاد هي التّي استخدمها (جون غلين – John Glenn) في مهمته Mercury Atlas 6 -إذ كانت هذه المرة الأولى التّي يذهب فيها بنو البشر إلى المدار في ناسا- استغرقت الرحلة 4 ساعات و55 دقيقة.
خلال مهمة الجوزاء في الستّينات اضطرت ناسا للمرة الأولى للتعامل مع البراز في الفضاء.
الجهاز الأولي كان عبارة عن حقائب مربوطة في مؤخرات رواد الفضاء.
صرّحت ناسا: «بعد عمليّة التغوط يجب على عضو الطاقم إغلاق الحقيبة وعجنها لخلط البكتريا السائلة مع المحتويات لتوفر درجة الاستقرار المطلوبة من البراز»، «وبسبب كون هذه المهمة كانت كريهة وتطلبت وقتًا أكثر، بشكل عام تمّ استخدام الأطعمة منخفضة المخلفات والمسهلات قبل الإطلاق».
هذه الحيلة المستخدمة في مهمة أبولو لم تكن أفضل بكثير فقد كانت أيضًا عبارة عن نظام حقائب أو أكياس.
حتى أنّ ناسا تمتلك سجلًا عن كل الفضلات التّي تمّ جمعها في مهمة أبولو. لكنّ لم يتمّ جمع كل العينات كما هو مخطط له.
أثناء مهمة أبولو 10 في عام 1969 قال رائد الفضاء (توم ستافورد – Tom Stafford) بشكل مفاجئ: «أحضر لي منديلًا بسرعة هنالك فضلات تطفو في الهواء».
هل كان رائد الفضاء (جون يونغ -John Young’s) ؟ قال يونغ (Young): «لم أفعل ذلك إنّ هذه الفضلات ليست لي» كما هو مسجل في نسخة ناسا.
كما طورت ناسا “نظامًا لاحتواء البراز” لرواد فضاء أبولو إذ كان من المستحيل استخدام الأكياس خارج المركبة الفضائية.
يتكون النظام من: “زوج من الملابس الداخلية مع طبقات من المواد الماصة”.
تبعًا لما قالته ناسا: «إنّ هذه السراويل القصيرة ستكون قادرة على حفظ أيّ فضلات».
أخيرًا وصل عصر مكوك الفضاء ومعه النساء (والمراحيض) إلى الفضاء.
حتى تتمكن رائدات الفضاء من القيام بعملية التبوّل أثناء الإطلاق وأثناء السفر في الفضاء، أنشأت ناسا صندوق الاحتواء القابل للامتصاص وهو نوع من السراويل المشابه لسراويل الدراجات المصممة لامتصاص البول.
تجهّز المكوك الفضائي بمراحيض بقيمة 50.000 دولار أمريكي يسمى نظام جمع النفايات.
لم يكن المرحاض سهلًا للاستخدام، حيث كانت فتحة العرض أقل من 4 إنش (10 سنتيمترات) أي حوالي ربع فتحة المرحاض العادية.
كان على روّاد الفضاء أن يتدرّبوا على استخدام هذه المراحيض على سطح الأرض أولًا، بالإضافة إلى ذلك فقد شملت بعض التجارب كاميرا خاصة تحت المقاعد كي تساعدهم تحقيق هدفهم بشكل كامل.
وكما صرّح (سكوت واينشتاين -Scott Weinstein) من وكالة ناسا بواسطة فيديو: «المحاذاة أمر مهم»، وهو الذّي قام بتعليم روّاد الفضاء كيفيّة استخدام المراحيض في المكوك.
كما أنّه لا يُسمح باستخدام الورق في المرحاض، لذلك اضطروا للتخلص من الفضلات بشكل منفصل.
قال رائد الفضاء (مايك ماسيمنيو – Mike Massimino) أنّه استخدم أحزمة لربط رجليه عندما احتاج الجلوس على مقعد المرحاض في الفضاء لأنّه عندما جلس عليه شعر بأنّه يركب دراجة مروحية، «أنا أفكر في مكان (بيتر فوندا – Peter Fonda) في (الركوب السهل – Easy Rider)» يقول مايك، ويضيف: «هذا هو المنصب الأنسب لي».
اليوم في محطة الفضاء الدولية يستخدم روّاد الفضاء حمّامًا والذّي يكون عبارة عن حفرة مرحاض صغيرة الحجم وتمتص مروحة التفريغ فضلاتهم بعيدًا، هنالك قمع منفصل مجهّز بمروحة ليفصل بولهم بعيدًا.
بعد أن ينتهي رواد الفضاء، يخزن برازهم في حقائب بلاستيكية ثمّ يتمّ نقله في نهاية المطاف بواسطة سفن شحن والتّي تحترق أثناء سقوطها نحو الأرض.
كما وصرّحت قائدة المحطة المتقاعدة (بيجي وتسون -Peggy Whitson) – والتّي قضت أطول وقت في الفضاء من أيّ رائد فضاء آخر في ناسا- لمجلة بيزنس إنسايدر أنّ الطفو في الفضاء رائع لكنّ الذهاب للحمّام فلا.
وقالت عن المراحيض: «بعد أن تنتهي عليك وضع قفاز مطاطي والتقاطه».
الحمام في محطة الفضاء الدولية ( ISS) فعّال جدًا في جمع البول، حيث يتمّ إعادة تدوير حوالي من 80 إلى 85 في المئة منه حتى يصبح مياه شرب لرواد الفضاء.
لكنّ (واينشاتين – Whitson) طلب أداءً أفضل من ناسا.
وقد أضاف: «نريد نظامًا مغلقًا، أيّ يجب علينا إعادة تدوير جميع مياهنا».
اليوم يستخدم رواد الفضاء النساء والرجال هذه الملابس شديدة الامتصاص عند المشي في الفضاء.
اسم العلامة التجارية للادوات هو: “Absorbancies”، أمّا الشركة التّي صنعتهم لناسا لم تعد موجودة، لكنّ ناسا تحتفظ بمخزونها الخاص.
لا يحتوي مرحاض محطة الفضاء الدولية (ISS) على سجل حافل، هذا بسبب أنّه فقد جزءً منه في مايو 2008.
لحسن الحظ، إنّ وظيفة النفايات الصلبة ما زالت تعمل كما أنّ مركبة الفضاء (سويوز- Soyuz) التّي اتصلت بمحطة الفضاء في ذلك الوقت كانت تحتوي حمّامًا ( لكنّ بسعة محدودة )، بالنسبة للبول كان على رواد الفضاء استخدام الحقائب.
كما ذكرت وكالة (أسوشيتد برس- Associated Press) فإنّ انهيار أو تعطّل الحمام أُعتبِر مشكلة لأنّه كان المرحاض الوحيد على المحطة وقتها.
بعد 6 أشهر وصل مرحاض روسي بلغت تكلفته 19 مليون دولار محطة الفضاء الدولية (ISS) وأصبح ثاني مرحاض في المحطة.
تمّ تسليم مقصورة النفايات والنظافة إلى محطة الفضاء الدولية على متن (مكوك فضاء انديفور-shuttle Endeavour) في مهمة STS-126.
بنى الروس نظام مرحاض منفصل بقنوات منفصلة للسائل والفضلات الصلبة.
وفي العام الماضي أطلقت وكالة ناسا (تحدي الفضلات في الفضاء – Space Poop Challenge) لحلّ المشكلة التّي تظهر عند بقاء روّاد الفضاء في بدلات الفضاء لأيام في كل مرة، كالرّحلات إلى المريخ.
وقد تلقّى هذا الجهاز الجائزة الكبرى وهي عبارة عن 15000 دولار أمريكي.
يعتمد هذا النظام على إتاحة جزء صغير والذّي يمكن ربط أنابيب وحقائب مختلفة من خلاله لجمع النفايات على الجزء المنشعب، ويمكن لهذا النظام أن يساعد روّاد الفضاء على تغيير ملابسهم الداخلية دون خلع بدلة الفضاء.
عمل (تاتشر كاردون -Thatcher Cardon) ليالي وعطلات نهاية الأسبوع على النماذج الأولية مع زوجته وطفليه المراهقين.
وقال كاردون في تصريح سابق لبيزنس إنسايدر: «لقد قمت بتخطيط جميع التصميمات في عقلي، أُفضّل أن أستلقي وأفكّر في الموضوع بنظرة مختلفة». «فكّرت، يجب أن نزيل النفايات من البدلة».
ناسا ليست مستعدة لاستخدام النظام في بدلة الفضاء الخاصة بها، لكنّها صرّحت أنّه بإمكانها استخدام بعض الجوانب لتطوير أفضل الطرق لرواد الفضاء للتخلص من الفضلات في بدلتهم في المستقبل.
قال كاردون – وهو أيضًا ضابط في سلاح الجو، طبيب عائلة وجرّاح، أنّه يمكن استخدام نفس مفهوم التصميم في مناطق أخرى من الجسم لعمليات جراحية طارئة.
فقد صرّح: «عند وضع هذا المجس على السرة فإنّه بإمكانك القيام بعملية جراحيّة في البطن» وأضاف: «إذا واجه روّاد الفضاء موقفًا لحصول صدمات أو أذى كتعدين الكوكيب في الفضاء فإنّك قد ترغب في تواجد مثل هذه المجسات هناك».
لا يبدو أنّ مراحيض الفضاء ستصبح أكثر روعة في أيّ وقت قريب.