يشير مصطلح أسهم الشركات الكبيرة وأسهم الشركات الصغيرة إلى قيمتها السوقية، إذ تُعد أسهم الشركات الكبيرة الحصة السوقية لكبريات الشركات، ومثلها يشير مصطلح أسهم الشركات الصغيرة إلى الحصة السوقية للشركات الأصغر حجمًا.
تبدو المصطلحات الاقتصادية السابقة مضلّلة في مفهومها نظرًا إلى الافتراضات القائلة بأن تحقيق المكاسب يتمّ فقط عبر الاستثمار في أسهم الشركات الكبرى.
وهذا بعيد تمامًا عن الحقيقة -وخاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة- إذ تنطوي أسهم الشركات الصغيرة اليوم على قيمة سوقية كبيرة، وعلى الراغبين في الاستثمار اغتنام فرصة الاستثمار فيها.
تُعد أسهم الشركات الصغيرة استثمارات رابحة بسبب تدني تقييماتها وأرجحية تحولها إلى أسهم كبيرة القيمة السوقية، بيد أن التعريف الأسهم الصغيرة يتغير بمرور الزمن، والقيم السوقية التي تُعد كبرى عام 1980 تحولت اليوم إلى قيم دنيا.
تطلعكم هذه المقالة على تعريف الأسهم وتزود المستثمرين بمعلومات إضافية ترسي إلمامًا أجدر بالمصطلحات الأشهر.
القيم السوقية للأسهم
نستهل مقالنا هذا بتعريف مصطلح «سهم»، ويعبر عن القيمة السوقية: أي تثمين السوق للقيمة الإجمالية للأسهم مستحقة الدفع للشركة مقدرة بالدولار.
لتقدير هذه القيمة، تحتاج إلى ضرب سعر الأسهم بعدد الأسهم مستحقة الدفع، واضعين بعين الاعتبار الحاجة إلى إضافة القيمة السوقية للسندات العامة المتداولة للشركة عند حساب القيمة السوقية الإجمالية للشركة.
تعبر القيمة السوقية عن حجم أعمال الشركة، وهو جانب يهمّ المستثمرين، وذلك لأنها تشير بوجه عام إلى عدة خصائص رئيسية للشركة بما في ذلك تقييمها للمخاطر.
تختلف القيمة السوقية لأسهم الشركات الصغيرة من وسيط تجاري إلى آخر، إلا أنهم يجمعون على الحدود العامة للقيم السوقية لها وتتراوح بين 300 مليون دولار و2 مليار دولار.
ومن المغالطات الشائعة اعتقاد البعض أن مصطلح «أسهم الشركات الصغيرة» يشير إلى شركات ناشئة أو كيانات اقتصادية غرّة، وهذا بعيد كل البعد عن الحقيقة، في الواقع تتشابه العديد من الشركات الصغيرة مع نظيراتها الكبرى بامتلاكها سجلات اقتصادية حافلة، وبنجاح أعمالها، وبإحصاءاتها المالية المزدهرة. ولِصغر حجمها، تمتلك أسعار أسهم الشركات الصغيرة فرصًا أكبر للنمو، ما يزيد من فرص تحقيق الربح للمستثمرين وبوقت صغير.
الشركات الكبرى
تشير أسهم الشركات الكبيرة إلى أكبر الشركات المتداولة التي يتجاوز رأس مالها 10 مليارات دولار أميركي من أمثال وولمارت وجنرال إلكتريك، وتسمى «الأسهم الزرقاء»، وتشير إلى الشركات التي حققت أرباحًا موثوقة ثابتة، ونالت سمعة طيبة، وامتازت بحساباتها المالية القوية.
تمتاز هذه الشركات بأداء مالي قوي يعود على المستثمرين بأرباح مضمونة، لكن لا تمثل بالضرورة الحالة العامة.
يخطئ بعض المستثمرين بالظن أن أسواق الشركات الكبيرة آمنة من المخاطر مقارنة بسوق الشركات الصغيرة بسبب قيمتها.
تشير عدة حالات في التاريخ المالي إلى صحة نقيض هذا الكلام، وما إفلاس شركة إنرون، إحدى كبريات شركات إنتاج الطاقة الأميركية، إلا شاهدًا واقعيًا يثبت أنه كلما ارتفعت قيمة الأسهم، كان الانهيار أشدّ وطأة، إذ خرجت إلى العلن فضيحة محاسبة كبيرة.
إذ تبنت الشركة نهج محاسبة تسويقي يعتمد على سعر السوق يشير إلى أرباح غير فعلية تجنيها الشركة، ولمّا عانت الشركات الفرعية التي تنضوي تحت لواء إنرون من الخسارات الفادحة، واصلت الشركة إخفاء هذه الخسارات والديون والأصول الخاسرة بالاعتماد على الكيانات المالية غير المدرجة في الميزانية العامة، وآل ذلك إلى إفلاس الشركة وتوجيه التهم الجنائية إلى كبار الموظفين بمن فيهم الرئيس التنفيذي جيفري سكيلنغ.
تصنيف الأسهم تبعًا لقيمتها
تختلف تعريفات الأسهم الكبيرة أو الضخمة، والأسهم الصغيرة اختلافًا طفيفًا بين شركات الوساطة بمرور الوقت، والتصنيف مهم بالنسبة للشركات عابرة الحدود؛ لأن الصناديق المشتركة تستخدم هذه التعاريف؛ لتحديد الأسهم التي ستشتريها.
وفيما يلي التعاريف التقريبية الحالية:
- الأسهم الضخمة: تبلغ قيمتها السوقية 200 مليار دولار وما فوق.
- الأسهم الكبيرة: تبلغ قيمتها 10 مليار دولار وما فوق.
- الأسهم متوسطة القيمة: تتراوح قيمتها بين 2 إلى 10 مليار دولار.
- الأسهم الصغيرة: تتراوح قيمتها بين 300 مليون دولار إلى 2 مليار دولار.
- الأسهم الصغيرة جدًا: تتراوح قيمتها بين 50 إلى 300 مليون دولار.
- الأسهم متناهية الصغر: تقلّ قيمتها عن 50 مليون دولار.
وقد زادت هذه الفئات مع مرور الوقت إلى جانب مؤشرات السوق، ومن المهم ملاحظة أن هذه التعاريف مرنة وليست ثابتة.
مثال ذلك، في مطلع الثمانينيات، بلغت قيمة الأسهم الكبيرة في السوق مليار دولار، واليوم، يُنظر إلى هذه القيمة على أنها صغيرة.
الأرقام المتغيرة
تحظى الأسهم الكبيرة باهتمام منقطع النظير من وول ستريت بوصفه مركز الأعمال المصرفية الاستثمارية المربحة، إذ تشكل الأسهم الضخمة الغالبية العظمى من سوق الأسهم في الولايات المتحدة؛ لذا تشكل نواة العديد من محافظ المستثمرين.
ومن ناحية أخرى، تميل الأسهم الضخمة إلى التغير والتحول. إذ توفر منها 17 سهمًا عام 2007؛ لتتقلص إلى أقل من خمسة بحلول عام 2010 بسبب انهيار الرهن العقاري في عام 2008 وأزمة الركود العظيم.
وعادت الأسهم الضخمة بين عامي 2017-2018 لتظهر من جديد، وصلت الشركات العملاقة من مقام آبل إلى أعلى مستوى تاريخي للقيم السوقية.
زبدة القول
ترفق العلامات الكبيرة والصغيرة أيضًا بالبورصات والمؤشرات المالية، التي تضيف بدورها إلى المغالطات القائمة، إذ ينطوي مؤشر داو جونز الصناعي على الأسهم الضخمة فقط في حين يرتبط مؤشر ناسداك بالأسهم الصغيرة.
ربما كانت هذه التصورات صحيحة عام 1990، إلا أن الموازين تأرجحت منذ ذلك الحين.
تتفاوت أسهم الازدهار التكنولوجي وتتداخل أسهم البورصات والمؤشرات.
وأن وصف الأسهم بمفردات مثل «كبيرة» و«صغيرة» أمر غير موضوعي، ونسبي، ويتغير مع مرور الوقت، إذ ينطوي الاستثمار في الأسهم الكبيرة على ذات مخاطر الاستثمار في الأسهم الصغيرة، بيد أن الأسهم الكبيرة أكثر عرضة للتحليل والدراسة من المحللين في وال ستريت.
منافسة المخاطر الحرة مع 100 ألف دولار في النقدية الافتراضية
ضع مهاراتك التجارية على المحك وجرّب جهاز محاكاة الأسهم المجاني. تنافس مع الآلاف من تجار «إنفستوبيديا» وقايض لتصل إلى القمة، صمم الصفقات في بيئة افتراضية قبل البدء بالمخاطرة بأموالك الخاصة، ومارس استراتيجيات التداول بحيث تمتلك الخبرة عندما تستعد لدخول سوق العمل.