كوابيل (أسرة) Coypel family(رسام)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كوابيل (أسرة) Coypel family(رسام)

    كوابيل (اسره) Coypel family - Famille de Coypel
    كوابيل (أسرة ـ)



    نوويل (1628-1707) وأنطوان (1661-1722) وشارل كوابيل (1694-1752) Noël¨ Antoine et Charles Coypel ثلاثة فنانين فرنسيين ينتمون إلى أجيال مختلفة من أسرة كوابيل. توالوا على إدارة الأكاديمية الملكية الفرنسية، وحقق كل واحد منهم شهرة واسعة، كما ارتبط الثلاثة بالبلاط الفرنسي والأمراء إبان الشطر الأعظم من القرن السابع عشر والنصف الأول من القرن الثامن عشر، وهم على التوالي: الأب، والابن، والحفيد.


    نوويل كوابيل: «مدام دي بوربون - كونتي»

    (1731)

    نوويل كوابيل الأب فنان باروكي Baroque ولد في باريس، وتوفي فيها. اهتم في أعماله بالأحداث التاريخيّة، فقام بتسجيلها في كثير من الرسوم واللوحات، وكان العضو الأساس لسلسلة من الفنانين التشكيليين والكتاب، أبرزهم وأهمهم، ابنه أنطوان وحفيده شارل، وجميعهم عملوا في البلاط الفرنسي، واحتلوا مركزاً مرموقاً في الأكاديمية الفرنسية. صار نوويل أكاديمياً في عام 1663. عمل مديراً للأكاديمية الفرنسية في روما ما بين عامي 1672 و1676، وفي عام 1695 صار مديراً للأكاديمية الملكية Royal Academy في باريس، غير أن شهرته الأساسية والواسعة، جاءت من كونه رسام لوحات تزيينية للملك لويس الرابع عشر Louis XIV، وقد نفّذ هذه اللوحات في قصر تويلري Tuileries وقصر اللوفر Louvre وقصر فرساي Versailles، كما عرف نوويل من بعض المهام الأخرى المتعلقة بالكنيسة، إذ نفّذ مجموعاته من اللوحات الدينية ومنها اللوحة المشهورة باسم «استشهاد القديس جيمز» الموجودة في كنيسة نوتردام Notre Dame بباريس.

    تحمل أعمال نوويل وإنجازاته الفنية عموماً تأثيرات أساليب عدة، أبرزها وأهمها أسلوب الفنان شارل لوبران Charles le Brun، غير أن البدايات الأولى لتجربته الفنية جاءت حاضنة بقوة أسلوب الفنان بوسان Poussin، وربما لشدة تأثره به أطلقوا عليه حينذاك اسم «كوابيل لو بوسان» Coypel Le Poussin.

    أما ابنه الرسام والمصور أنطوان كوابيل فقد ولد في باريس وتوفي فيها. وكان له دور بارز ومهم في دعم الفن الباروكي في فرنسا، وعمل بقوة على تشجيعه ونشره، ويقال: إن هذا الفنان كان أعجوبة فنيّة لافتة في زمانه.


    أنطوان كوابيل: «إغماء إستر» (1704)

    سافر أنطوان وهو في الحادية عشرة من عمره برفقة والده نوويل إلى روما. وبعد أن أمضى ثلاث سنوات في روما انتقل أنطوان للعيش مدة عام في شمالي إيطاليا، عكف بعدها على دراسة فن كوريجيو Correggio والمدارس البولونية Boloinaises والبندقية في إيطاليا. وفي عام 1676 عاد أنطوان إلى باريس، وفي عام 1981 صار عضواً في «الأكاديمية الملكية الفرنسية» French Royal Academy، وقد حصل على هذه العضوية، تقديراً وتكريماً له، بعد أن أنجز بنجاح لوحة «لويس الرابع عشر يستريح بعد معاهدة نيميجن» Louis XIV Resting after the Peace of Nymegen، وفيها يبدو بوضوح تأثره الكبير بفن بولونيا Bologne الإيطالية إضافة إلى تبشيره بأسلوب الركوكو Rococo البهيج.

    وعلى الرغم من كل هذه التأثيرات التي أدت إلى أسلوب أنطوان، إلا أنه كان اصطفائياً في اختياراته، يتعمد التأثر أو عدمه، أي إنه كان يعي تماماً ماذا يرمي فوق سطح لوحته من صيغ وأساليب، وقد لازمته هذه النزعة الانتقائية في مراحل تجربته الفنية كافة.

    اطلع أنطوان على أعمال الفنان روبنز Rubens وأعجب بأسلوبه كثيراً، وقد ظهر تأثره به في لوحة «ديمقريطوس» Democritus التي نفذها عام 1692. بعد إنجازه هذه اللوحة بفترة قصيرة، عادت إلى أعماله بعض تأثيرات المصور بوسان، ويبدو هذا التوزع في التأثر بأساليب الفنانين الآخرين جلياً وواضحاً في جل أعماله ولاسيما تلك التي استلهم موضوعاتها من الإنجيل.

    صار أنطوان مديراً للأكاديمية الملكية الفرنسية عام 1714، والرسام الأول للملك في عام 1715. كلفه أخو لويس الرابع عشر المدعو غران دوفان Grand Dauphin تنفيذ سلسلة من اللوحات الزيتية عام 1700، تناول فيها قصة «كوبيد وبسيشه» Cupid and Psyché. حملت هذه الأعمال تأثيرات من فن الروكوكو ولاسيما من ناحية استخدام الإضاءة، غير أن انتماءها إلى أسلوب فن الباروك هو الغالب والأقوى.

    في عام 1702 كُلف أنطوان من قبل دوق أورليان Duke of Orléans مهمة تزيين الصالة الكبيرة في القصر الملكي Palais Royal بمجموعة من اللوحات التي تستلهم قصة «إنياس» Aeneas، وزيّن السقف بلوحة كبيرة تمثلت على نحو رائع روح الفن الباروكي الفرنسي، فصارت أنموذجاً ومثالاً مهماً لهذا الفن. كما نفّذ الفنان لوحة سقفية أخرى في كنيسة فرساي عام 1708، وفيها اتبع أسلوب الفن الباروكي الروماني. وإلى جانب هذه اللوحات الكثيرة، ترك أنطوان مجموعات من المحفورات منها «جوديت» و«العذراء والطفل».

    شارل هو الفنان الثالث في أسرة كوابيل؛ والده أنطوان وجده نوويل. ولد في باريس، وتوفي فيها. كان رساماً ومصوراً وحفاراً، غير أن أبرز إنجازاته وأهمها، تجلت في تدريسه الفن، وإدارته الأكاديمية الملكية الفرنسية، إذ أبدى إبان ذلك، نشاطاً متميزاً وفعاليّة كبيرة رسخت شهرتها وتألقها.


    شارل كوابيل: «فيليب كوابيل» (1732)

    [اللوحة تمثل شقيق الفنان]

    تتلمذ شارل على يد أبيه أنطوان الذي ورث منه عقب وفاته عام 1722 لوحات جده كوابيل الأكبر، كما ورث منه مسؤولية التصميم في البلاط الفرنسي، ثم صار الرسام الأول والرئيس لدى دوق أورليان.

    عاش شارل في اللوڤر وبقي فيه حتى مماته. وفي عام 1747 صار مديراً للأكاديمية الملكية الفرنسية، مثله في ذلك مثل جده نوويل أو أبيه أنطوان. ثم صار الرسام الأول للملك. أهم أعماله، لوحة كبيرة الحجم تمثل مشاهد من دون كيشوت Don Quixote نفذها عام 1716، ثم أُوكلت إليه مهام عدة في قصر فرساي، ثم في «كنيسة تريانون» Chapel of Trianon. وفي عام 1747 أُسندت إليه مهمة وضع تصاميم تزيينية لأقمشة ملكة بولندا تمثل مشاهد مختلفة مأخوذة من مسرحيات عدة. كذلك رسم شارل كثيراً من الشخصيات والوجوه: لـ «لويس الرابع عشر» و«دوق أورليان» وغيرهما، وشخصيات دينيّة وسياسية أخرى. كما رسم وصور الممثلين الذين عاصروه، غير أن غالبية أعماله الفنية تنقصها القوة والأصالة والتجديد، وقد اتسم معظمها بنزعة مسرحيّة طاغية، وخلت بالمقابل من الدراسة الواقعيّة المأخوذة عن الطبيعة.

    وكانت مؤلفاته وكتاباته في النثر والشعر والمسرح تستحق التقدير إذ تغري بالدراسة والتوقف عندها، وإلى جانب النثر والشعر، وضع شارل مسرحيتين مأساويتين (تراجيديا) ومسرحيات فكاهية (كوميديا) عدة، غير أن أهم إنجازاته وأبرزها على هذا الصعيد، هي سلسلة المقالات النقدية والتحليلية التي كتبها عام 1747 وعام 1751، وتحدث فيها عن الأعمال الفنية الموجودة في اللوڤر.

    محمود شاهين
يعمل...
X