قصة قصيرة من الأدب الروسي : ليف تولستوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة قصيرة من الأدب الروسي : ليف تولستوي

    قصة قصيرة من الأدب الروسي : ليف تولستوي

    شاهد ناسك ذات يوم صقراً في الغابة يحمل قطعة من اللحم إلى عش، شاهده يمزقها ويزق بها فرخاً من فراخ غربان الزرع. دهش الناسك كثيراً حين رأى صقراً يطعم فرخاً غريباً. ففكر في نفسه:
    «حتى فرخ الغراب هذا لم يدعه الله يهلك؛ والله هو الذي علّم هذا الصقر أن يطعمه. الأمر واضح: إن الله يهب جميع الكائنات طعامها، ونحن، نحن معنيون طوال الوقت بمصيرنا. سأكف عن الإهتمام بمصيري. ولن أدخر بعد الآن مؤناً. إن الله لا يتخلى عن أي من كائناته، ولن يتخلى عني أ أيضاً».

    فعل الناسك كما قال؛ جلس في ظل شجرة، في الغابة، ولم يتحرك. وكان كل همه أن يصلي لله.
    قضى ثلاثة أيام وثلاث ليال دون شرب ولا أكل، وفي اليوم الثالث ضعفت قواه حتى أنه لم يستطع رفع يديه، فنام من ضعفه، ورأى في منامه شيخاً يدنو منه ويقول له:- لمَ لا تدخر مؤنا؟ تظن أنك ترضي الله، وأنت ترتكب إثماً. لقد أقام الله العالم على نحو يستطيع معه كل كائن أن يحصل على ما هو ضروري له. إن الله أمر الصقر أن يطعم فرخ الغراب، لأنه كان سيهلك بدونه. أما أنت فلا شيء يمنعك من العمل، تُريد أن تجرب الله، وذلك إثم. عد إلى نفسك، واشتغل كما كنت تشتغل قديماً. استيقظ الناسك واستأنف حياته القديمة.

    #قصة_الأدب_العالمي
يعمل...
X