قصة من الأدب العراقي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة من الأدب العراقي

    ◾◾قصة وعبرة



    ‏يقال آنه قد كان في بغداد امرأة لها طفل صغير

    ‏عمره سبعة أشهر ، وكانت تسكن في منطقة قريبة

    ‏الى الشط " نهر دجلة"

    ‏وفي أحد الأيام ضرب هذا المكان فيضان كبير

    ‏اجتاح قريتها ووضعت هذه الأم أمام خيارين

    ‏فإما ان تعبر الشط سباحة، وإما ان تبقى لتواجه

    ‏الفيضان،!

    ‏وإن عبرت الشط " النهر" فتلك مخاطرة لعدم

    ‏قدرتها على السباحة وجاء القرار بأن تقطع النهر

    ‏وتعبر هذا الشط لتذهب الى الضفة الاخرى الآمنة

    ‏وكان معها طفلها الصغير فرفعت ابنها بكلتا يديها

    ‏فوق رأسها ونزلت الى الماء وبدأت تصارع أمواج

    ‏النهر العاتية والمتلاطمة من شدة الفيضان

    ‏تارة تصعد إلى سطح الماء لتلتقط أنفاسها

    ‏وتارة يقوم الموج باغراقها

    ‏وظلت الأم على هذا المنوال وابنها الصغير كان

    ‏على رأسها لا يعي ولايدرك ما تواجهه أمه

    ‏وماتعانيه في سبيل انقاذه حتى وصلت الأم الى

    ‏اليابسة، وحققت مرادها في انقاذ قرة عينها

    ‏ودارت الأيام وكبر الطفل وصارت تشتغل أمه

    ‏حتى تؤمن له حياة كريمة وتعليم جيد وتخرجه

    ‏من ضنك الحياة، حتى كبر وأصبح غنياً ، وحينها

    ‏كانت الصدمة على قلب أمه عندما أرسلها الى

    ‏بيت العجزة بدار المسنين، بسبب امرأته

    ‏التي اصرت إليه وأشارت عليه.

    ‏فكتبت هذه القصيدة والتي ذاع صيتها، وانتشرت

    ‏في كل أرجاء العراق والوطن العربي، وغناها كثير

    ‏من الفنانين، وكان افضلهم كاظم الساهر، تقول

    ‏القصيدة:

    ‏عبرت الشط على مودك وخليتك على راسي

    ‏كل غطه أحس بالموت وقوة اشهق أنفاسي.

    ‏كل هذا وقلت أمرك

    ‏أحلى من العسل مرك

    ‏وين تريد أروح وياك بس لا تجرح إحساسي .

    ‏عبرت شاطئ احلامك بتضحيتي وسهر ليلي

    ‏ولا مرة قلت ممنون وانا المنهدم حيلي.

    ‏قول شقصرت وياك وشتطلب بعد أكثر

    ‏على صدري تنام الليل

    ‏ وأقول ارتاح وانا اسهر.

    ‏عمر وعيوني بعيونك وأنت عيونك لغيري

    ‏ فضلتك على روحي وضاع واياك تقديري
يعمل...
X