سباق الهوس العبثي..وانهيار المنظومة الاخلاقية العالمية ..إلى أين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سباق الهوس العبثي..وانهيار المنظومة الاخلاقية العالمية ..إلى أين


    سباق الهوس العبثي..وانهيار المنظومة الاخلاقية العالمية ..إلى أين؟؟.

    (1)
    إن المتأمل لأحوال المجتمعات الحالية..يبصر..سباقا أرعنا متسارعا ..نحو ظواهر خلا منها القرن الماضي على الأقل..فالمجتمعات الحالية..وقعت بين براثن العبث المعرفي والتفاهة العامة ...من جهة و الانحدار الخلقي والروحي اللامسبوق من جهة اخرى..
    ويتساءل جل المحللين والفلاسفة حول نهاية هذا المضمار الاهوج..وعن ماذا ستتمخض نهاية هذه المعركة...
    يقول المفكر الفذ السابق لعصره مالك بن نبي الحزائري في كتابه ميلاد مجتمع
    "لايقاس غنى المجتمع بكمية ما يملك من اشياء بل بمقدار مافيه من افكار"
    وهي قاعدة يمكن أن تؤسس عليها دول بحالها حيث يضرب في هذا الصدد مثالا؛ الكوارث والحروب التي دمرت مجتمعات عن بكرة ابيها وقصفت بنيتها التحتية الاقتصادية لكن الخراب حين كان بعيدا عن مملكة الافكار اعادت هذه المجتمعات بناء نفسها من جديد فيما اعتبره البعض ضربا من المستحيلات .....
    فلو أبصرت اهتماما لدى لأفراد مثلا بتحري الحقيقة في أي من العلوم و إستثمارا للوسائل المعرفية الحديثة في تنمية الذات واقبالا لفئة الشباب على البحث والابتكار و استعمالهم للتكنولوجيات الحديثة في انماء التراث وتطويره بالجديد الابداعي فسترى بعد زمن وجيز تغبيرا شاملا لكل فئات المجتمع في تبني هذه الأفكار والعكوف عليها والانطلاق بسرعة نحو الهدف المشتود..
    والعكس صحيح ان افتقار أي مجتمع ما الى العطش الفكري و النهم المعرفي و اشتغاله بالمجريات اليومية العادية يؤدي ذلك أن يكون قابعا في مكانه دهورا وعصورا....
    وكلما كان ميل المجتمع الى تزكيةالغرائز وتمجيد جماليات الرغائب والترف بعيدا عن الاستناد إلى قاعدة فكرية وأخلاقية صلبة أدى ذلك إلى نشوء"فراغ إجتماعي"...
    ويقدم هنا المفكر دورة المجتمع في مراحله الثلاث:
    النشاة التي تبحث فيها عن مسوغات الاجتماع..وهي قوية
    الذروة وهي اوج الوصول إلى الاهداف المنشودة .
    الفراغ..او التحلل الذي ينشأ بتفكك الروابط بين الأفراد وفقدان المسوغات التي تبقي فكرة الجماعة وسيادة الفوضى والإضطراب كما يتطرق مالك الى المرض الإجتماعي الذي يعجل من سقوط المجتمعات
    وكأن مالكا بن نبي كان يطلع الى مجتمعنا بعين بصيرته الثاقبة ويشخص داء أنفصال النخبة المثقفة عن باقي فئات المجتمع حيث لا يخفى على أي أحد النرجسية المتورمة وابتعادهم عن تشخيص المشاكل الفعلية..والازمات الحقيقية التي تتخبط فيهابقية اطياف المجتمع من ادمان وفقر وجهل وبطالة..وانحطاط خلقي وقطيعة رحم..وتيه فكري وروحي..واندفاع نحو اشباع الغرائز...
    .وتحلل في الاهداف والمقاصد المؤدية الى سبيل النهضة.
    أن نهضة المجتمع حسب مالك لا تتحقق إلا اذا تكاتفت العقول والمعقولات..وامهات الإبداع جميعا..في اتجاه واحد وأوحد،وخلصت النية وصدق العزم في سبيل تحقيق تغيير جذري وشامل للمنظومة المجتمعية بكل فئاتها..دون اقصاء فئة على حساب فئة..او الشطط هناك بعيدا في برج عاجي لايلمس واقع الناس..ويومهم المشحون بكل المتناقضات..
    إن اول ماتعاني منه البشرية اليوم ..هو محاولة الإنفلات من كل قيد او حد او ضابط يحكم تعاملاتها..وتكفر..فمختلف اطيافها الدينية ..جهرا او خفاءا..بمايسمى بالمنظومة الاخلاقية ..وتسعى سعيا حثيثا بمسعى عام الى كسر كل الحواجز في سبيل ارضاء رغائب النفس ..مشروعة كانت ام مرفوضة..فقامت ..مؤتمرات وندوات وكتب تؤسس للمثلية الجنسية...والشذوذ وتبرير الفعل الاجرامي..
    والترويج للحركات النسوية او الذكورية التي تعصف بنواة المجتمع التي تتمثل في الأسرة..
    وكاننا صرنا نرى منحنى بيانيا متصاعدا ..نحو محو منظمة الاخلاق والقيم بالكامل...كما اتسمت حركة العالم الجديد بتمييع مفهوم الدين..ونسف العلاقة بين الانسان وخالقه وبعث مايسمى بالديانة الابراهيمية لتسهيل كل مسوغات ..الانحدار..
    هذا اخلاقيا ...
    اما فكريا..فقد قامت صناعة باسرها متكاملة الجوانب ..تدعى صناعة التفاهة..
    التي تبيح..بل وتصرف آلاف المليارات من أجل الإسفاف والسخافات و صارت التفاهة جزءامن الكينونة البشر للهروب من ثقل الحياة الحديثة و
    سياسة حكومات لاغراق الشعوب في السطحية اللافكر ...والسؤال الذي يطرح نفسه..
    كيف يمكن للمتع الملموسة اللحظيةأن تتفوق في حلبة المنافسة على المتعة الروحية والهوية الفكرية..النورانية السرمدية
    هل تعرف ان التيك توك تنفق على المحتوى الهابط اكثر من 50 مليار دولار مضاعفين أرباح الشركة المالكة+34ملياردولار واكثر مستخدميه مراهقين ناهيك عن رداءة المحتوى ارقص.. امتهن وتفوه..باي شيء..
    ثم نعرج للتعليم حيث أصبح المعلم ملقنا للببغوات
    أصبحت الجامعات تفرخ خبراء يمثلون السلطة وأبعد مايكونون مثقفين لان المثقف يملك مسؤولية اخلاقية تجاه فئات المجتمع.
    مجرد لعبة فيها الربح والخسارة وتختزل فيها كلمة القيم التي تعيق الاطلاقات نحو اشباع الرغبة .. وهكذا يتم استخراج الناس لابعادهم عن اهتمام بشأن العام إلهاءهم بشؤونهم الخاصة وهذاهوالشريك الحقيقي في تخذير الشعوب وهنا نصطلح التفاهةهرج ومرج ورقص ولهو ....وأنمي استغراق في غد وعالم .....
    يسلبون العقول با سم الدين علماء السلطان الذين يشفون غليل العقول المتعطشة للخرافة وسخرت الدين لاعراض سياسية أوامتهنوا تجارة الدين و تسفيه العقول ..لتصفو الساحة لأصحاب
    القرار ..هلوسات فقهية ..تفشت في العالم باسره
    مؤتمرات يحضرها آلاف البشر يناقشون مواضيعا تافهة كلون الأحذية وماركات الهواتف النقالة وأشهى الأطعمة وهذه المواضيع تستقطب غالبية البشر وتنحرف الإتجاهات الفكرية في المجال العلمي أيضا.... نحن نعلم بأن الإبداع العلمي يتطور بتراكم المعارف وبالصبر على التحصيل أما الآن يعتمد على الصرعة و الوصول بأسرع وأقصر طريق ممكن وان كان مبنيا على معلومات مغلوطة والسرقات العلمية تحت غطاء الإقتباس " عصر الصرعة "واستسهال التعلم لايريدون قراءة كتاب أو رواية عصر الإبتذال والسماجة والرقاعة والشكولامو...
    مواقع التواصل وسيلة للردح والقذف والتشهير ونشر الغسيل الوسخ وماذا نفعل
    إضاعة الوقت في تقليب المقاطع..
    (يتبع)
يعمل...
X