سميث (ديفيد ـ)
(1906ـ1965)
ديفيد سميث David Smith من كبار النحاتين الأمريكيين. درس في جامعة أوهايو Ohio عام 1924، ثم في آرت ستيودنتس ليغو Art Students League بين عامي 1926 و1930، حيث تعرّف جان ماتولكا الذي عرّفه الفنون الأوربية الطليعية، ولاسيما أعمال المصورين التكعيبيين. وفي عام 1925 عمل في لحام المعادن وسبكها في معامل ستودباكر Studebaker، فأعانه ذلك على معرفة المادة ودورها في التعبير النحتي وعلى التقانات العالية في تشكيل المعادن وتجميعها، مما أثرى بصورة إيجابية عطاءاته النحتية فيما بعد.
بعد الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1948 صار أستاذاً في مدرسة ساره لورنسSarah Lawrence، وفي عام 1953 في جامعة أركنساس Arkansas وجامعة إنديانا. كان سميث في البداية مصوراً ثم تحول إلى النحت عام 1933، بعد دراسته أعمال غونزالز المنسوخة والمعروضة في دفاتر الفنCahiers d’art.
انضم سميث إلى جماعة النحاتين الأمريكيين المعروفة بـ «اللحامين» Welders، وكان من أهم أعضائها. كانت إبداعات هذه الجماعة تتماشى إلى حد ما مع التجريدية التعبيرية في التصوير الأمريكي. ومن الجدير بالذكر أن انعكاس هذا الاتجاه في التصوير على الكتل النحتية لم يكن بسيطاً وسهلاً، فجيل النحاتين برمته نهل من المنابع الجمالية الـتي اعتمدها المـصورون، وبهذا برزت هذه الجماعة في ابتكار أسلوب جديد في النحت.
في الأعوام 1937-1940 وتحت وطأة الحرب العالمية الثانية وتأثر سميث بأحداثها، نفذ مجموعة من الميداليات تحمل عوالم لوحة بيكاسو الشهيرة «غورنيكا»، وتظهر اهتمامه بالإخراج العضوي من خلال جمع العناصر الصغيرة والكبيرة ليؤلف منحوتات إنشائية نصبية بأشكال هندسية خيالية وبصبغة تعبيرية تمثل مخلوقات وهياكل مخيفة منها «الطائر الملكي» (1947-1948).
وأبدع في هذه المرحلة أيضاً منحوتات ذات بعدين على سطح واحد معلقة في الفراغ، يؤدي الفراغ الداخلي فيها دوراً مهماً، وهذه الأعمال قريبة من الرسم في الفراغ، وتبدو على هيئة «طواطم» مرسومة بخطوط قريبة من الحروفية، وتترك في الفراغ رسماً ناعماً ومريحاً، ومما يلفت الانتباه في هذه التكوينات عفويتها وقربها من السريالية الآلية، ومن هذه الأعمال «الحرف» (1950)، و«سؤال وجواب» (1951)، و«أستراليا» (1951).
ظهر في أعمال سميث نحو عام 1960 تكوينات أقرب إلى الأشكال الهندسية المبسطة، فقد انصرف هذا الفنان عن الأشكال الطبيعية الخيالية، ودليل ذلك مجموعته «فولتري بولتن» Voltri-Bolton، و«زيغ» Zig، و«كوبي» Cubi، وهذا الاتجاه قريب إلى الهندسية، يُعد المرحلة الأخيرة في إبداعاته النحتية، ويتماشى والتغيرات الواضحة في التصوير. في هذه المجموعة النحتية المنفذة من المعادن الملونة ثمة قرابة واضحة مع ما يسمى بالتجريدية الجديدة المتمثلة بأعمال كينيث نولاندKenneth Noland التصويرية.
ومن الملاحظ أيضاً أن علاقة سميث مع الإبداع تظل علاقة رومنسية، والأشكال الهندسية تبقى في أعماله وسيطاً للتعبير وليس قانوناً يحدد مسيرته الإبداعية.
أحمد الأحمد
(1906ـ1965)
ديفيد سميث David Smith من كبار النحاتين الأمريكيين. درس في جامعة أوهايو Ohio عام 1924، ثم في آرت ستيودنتس ليغو Art Students League بين عامي 1926 و1930، حيث تعرّف جان ماتولكا الذي عرّفه الفنون الأوربية الطليعية، ولاسيما أعمال المصورين التكعيبيين. وفي عام 1925 عمل في لحام المعادن وسبكها في معامل ستودباكر Studebaker، فأعانه ذلك على معرفة المادة ودورها في التعبير النحتي وعلى التقانات العالية في تشكيل المعادن وتجميعها، مما أثرى بصورة إيجابية عطاءاته النحتية فيما بعد.
بعد الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1948 صار أستاذاً في مدرسة ساره لورنسSarah Lawrence، وفي عام 1953 في جامعة أركنساس Arkansas وجامعة إنديانا. كان سميث في البداية مصوراً ثم تحول إلى النحت عام 1933، بعد دراسته أعمال غونزالز المنسوخة والمعروضة في دفاتر الفنCahiers d’art.
انضم سميث إلى جماعة النحاتين الأمريكيين المعروفة بـ «اللحامين» Welders، وكان من أهم أعضائها. كانت إبداعات هذه الجماعة تتماشى إلى حد ما مع التجريدية التعبيرية في التصوير الأمريكي. ومن الجدير بالذكر أن انعكاس هذا الاتجاه في التصوير على الكتل النحتية لم يكن بسيطاً وسهلاً، فجيل النحاتين برمته نهل من المنابع الجمالية الـتي اعتمدها المـصورون، وبهذا برزت هذه الجماعة في ابتكار أسلوب جديد في النحت.
في الأعوام 1937-1940 وتحت وطأة الحرب العالمية الثانية وتأثر سميث بأحداثها، نفذ مجموعة من الميداليات تحمل عوالم لوحة بيكاسو الشهيرة «غورنيكا»، وتظهر اهتمامه بالإخراج العضوي من خلال جمع العناصر الصغيرة والكبيرة ليؤلف منحوتات إنشائية نصبية بأشكال هندسية خيالية وبصبغة تعبيرية تمثل مخلوقات وهياكل مخيفة منها «الطائر الملكي» (1947-1948).
وأبدع في هذه المرحلة أيضاً منحوتات ذات بعدين على سطح واحد معلقة في الفراغ، يؤدي الفراغ الداخلي فيها دوراً مهماً، وهذه الأعمال قريبة من الرسم في الفراغ، وتبدو على هيئة «طواطم» مرسومة بخطوط قريبة من الحروفية، وتترك في الفراغ رسماً ناعماً ومريحاً، ومما يلفت الانتباه في هذه التكوينات عفويتها وقربها من السريالية الآلية، ومن هذه الأعمال «الحرف» (1950)، و«سؤال وجواب» (1951)، و«أستراليا» (1951).
ديفيد سميث: سلسلة المكعبات من الستانلس ستيل، إلى اليسار مكعبات 18 عام 1964، في الوسط مكعبات 17 عام 1963، إلى اليمين مكعبات 19 عام 1964 |
ومن الملاحظ أيضاً أن علاقة سميث مع الإبداع تظل علاقة رومنسية، والأشكال الهندسية تبقى في أعماله وسيطاً للتعبير وليس قانوناً يحدد مسيرته الإبداعية.
أحمد الأحمد