محترف او مشغل
Workshop / Studio - Atelier
المحترف أو المشغل
يقابل لفظ المشغل في اللغة الفرنسية كلمة atelier وبالإنكليزية studio أو workshop، وتعني المكان الذي يجتمع فيه مجموعة من الصنّاع أو الفنانين للعمل تحت إشراف معلم، وتطور تعريف هذا المصطلح عبر العصور في الشرق والغرب وكان كل مشغل يختص بمهنة يدوية محددة، النجارة والخياطة، العمارة والزخرفة، وكان على العاملين في المشغل السعي المستمر إلى إنتاج الروائع chefs-d’oeuvres، وكان العامل الذي يصل إلى هذه المرحلة يسمى المعلم. وفي العصور الوسطى كان أشهر المشاغل ذلك الذي أسسه الملك فرانسوا الأول François 1er في فونتينبلو [ر] Fontainebleau (ضاحية في باريس)، لصناعة البسط tapisserie. وحينما تمّ التفريق بين الصانع والفنان الذي يتميّز بإبداعه وعبقريته في إنتاج روائع فنية ليست استعمالية، ظهرت المراسم في عصر النهضة، وكان يشرف عليها فنان مصوّر مثل تنتورتو [ر] Tintoretto أو فيرونيز [ر] Véronèse أو روبنز [ر] Rubens، ويعمل في مرسمه مجموعة من الفنانين المبتدئين أو من الصناع المساعدين.
ووُجدت في البندقية مشاغل عائلة بلليني ومعهم تتسيانو [ر]، وفي بادوفا مشغل سكوارتشوني Squarcione. أما في فلورنسا فكان من أشهر المشاغل، مشغل برونلّيسكي Brunelleschi ومشغل شيمابوي Cimabue ومشغل حديقة لورنتزو دي ميدتشي Lorenzo de Medici، وفيها عمل ميكلانجلو [ر] وبوتيتشللي [ر] وليبي. وفي ألمانيا كان المشغل المعروف حيث عمل دورر [ر] Dürer. ومن أبرز المشاغل في بلاد الفلمنك مشغل عائلة فان آيك [ر] ومشغل روبنز.
صار للمشغل في القرن الثامن عشر دور في عالم الإنتاج والاقتصاد تحميه الدولة، ويسعى إليه الزبائن، وكان الوزير كولبير Colbert من رعاة هذه المشاغل، بل أصبحت الأكاديمية الملكية تشمل هذه المشاغل باهتمامها، ولاسيما مراسم المصورين التي صارت مدارس وأكاديميات انتسب إليها أو أدار التعليم فيها كبار المصورين الذين قادوا الحركة الفنية في أوربا، ولاسيما في فرنسا، حيث ظهر نوعان من الأكاديميات في باريس: الأكاديميات الحرة، وهي مشاغل يعمل فيها الهواة والموهوبون بصورة حرة، بعيداً عن توجيه وتأثير المشرف أو الفنان صاحب المشغل، ومن أشهر هذا النوع الأكاديمية السويسرية التي ظهرت في باريس بين عامي 1825-1830. والنوع الآخر من المشاغل هي التي يمارس فيها الطلاب والهواة التصوير تحت إشراف معلم، هو الفنان الذي يدير هذه الأكاديمية. ومن أشهرها أكاديمية جوليان التي أحدثها رودولف جوليان R.Julian عام 1860، والتي درس فيها ناشئون من أمثال بيير بونار [ر] P.Bonnard وإدوار فويار [ر] É.Vuillard وهنري ماتيس [ر] H.Matisse وأندريه ديران [ر] A.Derain وفرنان ليجيه [ر] F.Léger ومارسيل دوشان M.Duchamp الذين صاروا بعدها من أشهر فناني العصر الحديث في العالم.
وثمة أكاديميات أخرى صارت نظامية ببرامجها ودروسها، يديرها معلمون نظاميون، مثل مشغل كوتور Atelier Couture الذي كان يدرس التصوير حسب تعاليم أنغر [ر] Ingres. وأكاديمية غلير Gleyre التي لازمها المصورون الانطباعيون كلود مونيه [ر] C.Monet وألفرد سيسلي [ر] A.Sisley وأوغست رُنوار [ر] Au. Renoir وبول سيزان [ر] P.Cézanne.
ولابد من ذكر أكاديمية أندره لوت A.Lhote التي عملت على إبراز ملامح التكعيبية والاستشراق الفني.
ومنذ العام 1920 قام المعماريون من أمثال جوزيف بير Joseph Peyre وجان كاسو Jean Cassou بإعداد تصاميم لمشاغل الفنانين تتميز بموقعها واتساعها وتوفر نور الشمس في ساعات النهار، ومن هذه المشاغل، تلك التي أنشئت في حي مونمارتر Montmartre وحي مونبارناس Montparnasse والتي استوعبت أعداداً من كبار المصورين الفرنسيين والقادمين من أوربا ومن الشرق الأقصى. ومن أشهر هذه المشاغل مشغل براك [ر] Braque ومشغل النحات زادكين Zadkine في باريس، على أن بعض المصورين كان يفضّل الابتعاد عن المدينة إلى الضواحي لاختيار مشغله. وكان بيكاسو قد اختار قصراً قديماً في جنوبي فرنسا ليكون مشغلاً له، موزعاً في أكثر غرفه ينتقل بينها محاولاً تغيير بيئته والغرف.
وفي الجزائر ثمة بناء مستقل في العاصمة يسمى فيلا عبد اللطيف، خصص منذ العام 1820 ليستقبل الفنانين في مشاغل عديدة. وكان البناء مشرفاً على الحديقة العامة، وقد استفاد الفنانون الفرنسيون من هذه المشاغل التي أكدّ بعضهم من خلالها استشراقه الفني.
وفي مصر عمدت وزارة الثقافة منذ عام 1960 إلى إحداث مشاغل خاصة بالفنانين المتفوقين في منطقة الأقصر، قريباً من البيئة المصرية الصرفة، ببيوتها وحاراتها ونمط الحياة الاجتماعية لأهلها، يستوحون منها الأصالة والانتماء. كما خصصت الوزارة بناءً أثرياً في القاهرة، وزّعت غرفه على الفنانين لتكون مشاغل خاصة. وفي ضاحية «الحرائية» مشاغل لصناعة البسط اليدوية، ومشاغل أخرى لصناعة الخزف الفني.
عفيف البهنسي
Workshop / Studio - Atelier
المحترف أو المشغل
يقابل لفظ المشغل في اللغة الفرنسية كلمة atelier وبالإنكليزية studio أو workshop، وتعني المكان الذي يجتمع فيه مجموعة من الصنّاع أو الفنانين للعمل تحت إشراف معلم، وتطور تعريف هذا المصطلح عبر العصور في الشرق والغرب وكان كل مشغل يختص بمهنة يدوية محددة، النجارة والخياطة، العمارة والزخرفة، وكان على العاملين في المشغل السعي المستمر إلى إنتاج الروائع chefs-d’oeuvres، وكان العامل الذي يصل إلى هذه المرحلة يسمى المعلم. وفي العصور الوسطى كان أشهر المشاغل ذلك الذي أسسه الملك فرانسوا الأول François 1er في فونتينبلو [ر] Fontainebleau (ضاحية في باريس)، لصناعة البسط tapisserie. وحينما تمّ التفريق بين الصانع والفنان الذي يتميّز بإبداعه وعبقريته في إنتاج روائع فنية ليست استعمالية، ظهرت المراسم في عصر النهضة، وكان يشرف عليها فنان مصوّر مثل تنتورتو [ر] Tintoretto أو فيرونيز [ر] Véronèse أو روبنز [ر] Rubens، ويعمل في مرسمه مجموعة من الفنانين المبتدئين أو من الصناع المساعدين.
ووُجدت في البندقية مشاغل عائلة بلليني ومعهم تتسيانو [ر]، وفي بادوفا مشغل سكوارتشوني Squarcione. أما في فلورنسا فكان من أشهر المشاغل، مشغل برونلّيسكي Brunelleschi ومشغل شيمابوي Cimabue ومشغل حديقة لورنتزو دي ميدتشي Lorenzo de Medici، وفيها عمل ميكلانجلو [ر] وبوتيتشللي [ر] وليبي. وفي ألمانيا كان المشغل المعروف حيث عمل دورر [ر] Dürer. ومن أبرز المشاغل في بلاد الفلمنك مشغل عائلة فان آيك [ر] ومشغل روبنز.
صار للمشغل في القرن الثامن عشر دور في عالم الإنتاج والاقتصاد تحميه الدولة، ويسعى إليه الزبائن، وكان الوزير كولبير Colbert من رعاة هذه المشاغل، بل أصبحت الأكاديمية الملكية تشمل هذه المشاغل باهتمامها، ولاسيما مراسم المصورين التي صارت مدارس وأكاديميات انتسب إليها أو أدار التعليم فيها كبار المصورين الذين قادوا الحركة الفنية في أوربا، ولاسيما في فرنسا، حيث ظهر نوعان من الأكاديميات في باريس: الأكاديميات الحرة، وهي مشاغل يعمل فيها الهواة والموهوبون بصورة حرة، بعيداً عن توجيه وتأثير المشرف أو الفنان صاحب المشغل، ومن أشهر هذا النوع الأكاديمية السويسرية التي ظهرت في باريس بين عامي 1825-1830. والنوع الآخر من المشاغل هي التي يمارس فيها الطلاب والهواة التصوير تحت إشراف معلم، هو الفنان الذي يدير هذه الأكاديمية. ومن أشهرها أكاديمية جوليان التي أحدثها رودولف جوليان R.Julian عام 1860، والتي درس فيها ناشئون من أمثال بيير بونار [ر] P.Bonnard وإدوار فويار [ر] É.Vuillard وهنري ماتيس [ر] H.Matisse وأندريه ديران [ر] A.Derain وفرنان ليجيه [ر] F.Léger ومارسيل دوشان M.Duchamp الذين صاروا بعدها من أشهر فناني العصر الحديث في العالم.
وثمة أكاديميات أخرى صارت نظامية ببرامجها ودروسها، يديرها معلمون نظاميون، مثل مشغل كوتور Atelier Couture الذي كان يدرس التصوير حسب تعاليم أنغر [ر] Ingres. وأكاديمية غلير Gleyre التي لازمها المصورون الانطباعيون كلود مونيه [ر] C.Monet وألفرد سيسلي [ر] A.Sisley وأوغست رُنوار [ر] Au. Renoir وبول سيزان [ر] P.Cézanne.
ولابد من ذكر أكاديمية أندره لوت A.Lhote التي عملت على إبراز ملامح التكعيبية والاستشراق الفني.
ومنذ العام 1920 قام المعماريون من أمثال جوزيف بير Joseph Peyre وجان كاسو Jean Cassou بإعداد تصاميم لمشاغل الفنانين تتميز بموقعها واتساعها وتوفر نور الشمس في ساعات النهار، ومن هذه المشاغل، تلك التي أنشئت في حي مونمارتر Montmartre وحي مونبارناس Montparnasse والتي استوعبت أعداداً من كبار المصورين الفرنسيين والقادمين من أوربا ومن الشرق الأقصى. ومن أشهر هذه المشاغل مشغل براك [ر] Braque ومشغل النحات زادكين Zadkine في باريس، على أن بعض المصورين كان يفضّل الابتعاد عن المدينة إلى الضواحي لاختيار مشغله. وكان بيكاسو قد اختار قصراً قديماً في جنوبي فرنسا ليكون مشغلاً له، موزعاً في أكثر غرفه ينتقل بينها محاولاً تغيير بيئته والغرف.
وفي الجزائر ثمة بناء مستقل في العاصمة يسمى فيلا عبد اللطيف، خصص منذ العام 1820 ليستقبل الفنانين في مشاغل عديدة. وكان البناء مشرفاً على الحديقة العامة، وقد استفاد الفنانون الفرنسيون من هذه المشاغل التي أكدّ بعضهم من خلالها استشراقه الفني.
وفي مصر عمدت وزارة الثقافة منذ عام 1960 إلى إحداث مشاغل خاصة بالفنانين المتفوقين في منطقة الأقصر، قريباً من البيئة المصرية الصرفة، ببيوتها وحاراتها ونمط الحياة الاجتماعية لأهلها، يستوحون منها الأصالة والانتماء. كما خصصت الوزارة بناءً أثرياً في القاهرة، وزّعت غرفه على الفنانين لتكون مشاغل خاصة. وفي ضاحية «الحرائية» مشاغل لصناعة البسط اليدوية، ومشاغل أخرى لصناعة الخزف الفني.
عفيف البهنسي