لوفر(متحف)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لوفر(متحف)

    لوفر (متحف) Louvre museum - Musée du Louvre
    اللوڤر (متحف ـ)



    يعدّ متحف اللوڤر Le Louvre في باريس أقدم متحف في أوربا، وهو المتحف الوطني لفرنسا، بمعنى أنه المتحف الذي يحتفظ بأهم الروائع الفنية والأثرية، التي تخص فرنسا والعالم. كان بناء هذا المتحف مقراً ملكياً، يقع في وسط باريس، تتقدمه من الغرب ساحة الكونكورد Concorde، ثم شارع الشانزيليزيه Champs- Élysées. يعود اسمه إلى كلمة لوبارا Lupara حيث كان مقرّاً لصيد الذئاب، أو أن الكلمة مأخوذة عن السكسونية Lower (قصر منيع).


    متحف اللوڤر

    أنشئ في ذلك المكان عام 1190 في عهد الملك فيليب أوغست Philippe- Auguste (1165-1223) حصن لتقوية أسوار باريس من جهة الغرب، ثمّ صار المكان مكتبة للملك. وفي العام 1546 قررّ الملك فرانسوا الأول François Ier أن يقيم فيه، وكلّف المعمار بيير ليسكو [ر] P.Lescot بتغيير معالم البناء. وفي عهد الملكة كاترين ميديتشي C.de Médicis والملك هنري الرابع Henri IV تمّ إنشاء رواق أوصل البناء بعمارة قصر التويلري Tuileries والجناح الصغير، وطول هذا الرواق 460 متراً يمتدّ مع مجرى نهر السين، ويسمى هذا الرواق «الجناح الكبير». وأنشئ البناء المربع الحالي في عهد الملكين لويس الثالث عشر Louis XIII ولويس الرابع عشر Louis XIV (1643- 1715)، بتصميم المعمار جاك لوميرسييه J.Lemercier والمعمار لوفو[ر] L.Le Vau، وكان لويس الرابع عشر قد أمر بتجهيز قصر التويلري بواسطة المعمار لونوتر Le Nôtre وجعله مع اللوڤر مقراً له منتقلاً من قصر ڤرساي Versailles، وزوّد اللوڤر بلوحات فنية نقلت من قصر فونتِنبلو Fontainebleau.

    ازدانت جدران هذه المنشآت برسوم زخرفية نفذّها كبار المصورين وعلى رأسهم نيقولا بوسان N.Poussin الذي عاد من روما في العام 1642؛ كي ينجز الرسوم في سقوف الجناح الكبير، والتي زالت كلها عدا الأعمال التصويرية التزيينية التي أنجزها جوفاني رومانيلّي J.F.Romanelli على سقوف الجناح المخصص للملكة آن النمسوية في الطابق السفلي للجناح الصغير.


    المدخل الرئيسي لمتحف اللوڤر

    وفي الطابق الثاني لهذا الجناح هناك منحوتات جاك سارازان J.Sarrazin مع الصور الجدارية التي أنجزها شارل لوبران[ر] Ch.Le Brun لتزيين جناح أبولّون Apollon الذي صمّمه لتمجيد الملك الشاب.

    وزُوِّد الجناح الكبير بمجموعة فاخرة من السجاد، وكان جاك آنج غابرييل[ر] J.A.Gabriel قد جدد واجهاته. وفي العام 1777 نقلت إلى الجناح الكبير نماذج مجسمة للمدن الفرنسية كانت محفوظة في بناء «الأنفاليد» Les Invalides. وصار جناح القوافل الواسع مراسم للفنانين. ومنذ العام 1725 حتى العام 1848 صار الصالون المربع في الجناح الكبير مقراً لمعارض مؤقتة تعرض فيها المقتنيات الملكية، وأطلق على هذه المعارض اسم «الصالون» Salon. وهكذا صار اللوڤر مقراً لأعمال التصوير والنحت ولنماذج التاريخ الطبيعي والميداليات والخرائط، أي صار قصراً للفنون والعلوم مما يرضي دعاة التنوير في فرنسا.

    أُطلِق على اللوڤر اسم «قصر الشعب». وفي العام 1848 تمّ ترميمه وتنظيمه وإكماله، وكُلّف المعمار والمزخرف دوبان Duban إنجاز بعض الواجهات، كما نفذ زخارف مهمة في الصالون المربع وصالون المدافئ السبع، وأكمل زخرفة جناح أبولّون والقسم المركزي الذي زيّنه دولاكروا[ر] Delacroix في عام 1851.

    وفي عهد نابليون بونابرت[ر] N.Bonaparte أنشئ الجناح الموازي لشارع ريفولي Rivoli، وصار اللوڤر البناء الأكبر والأضخم في باريس بعد أن أكملت جميع أقسامه الحالية في عهد نابليون الثالث Napoléon III بمشاركة المعماريين فيسكونتي[ر] Visconti ولوفويل Lefuel الذي قام بإعادة ترميم الأقسام التي تعرضت للحريق، وهي الأقسام التي أنشأها بيرسييه Percier وفونتين Fontaine. وأعاد بناء جناح الأزهار وجناح مارسان.


    شقة نابليون الثالث داخل اللوڤر

    وحسب قانون 6 أيار 1791 صار البناء متحفاً مركزياً للفنون Muséum، وكانت ثمة لجنة قد كلفت ترتيب هذا المتحف وتوزيع الأعمال الفنية الملكية التي كانت مودعة في الأكاديمية الملكية للتصوير والنحت، ومن مقتنيات فرانسوا الأول وأهمها لوحات ليوناردو دافنشي[ر] L.de Vinci ورافايلّو[ر] Raphaello وتيتسيانو[ر] Tiziano، ثم اللوحات التي جمعها الوزير كولبير Colbert، وعددها يصل إلى مئتي لوحة، مع لوحات كبار التجار والمقتنين. كما نقلت من غرف الملك أكثر من 2376 لوحة كانت محفوظة هناك. ثم قدّم لويس السادس عشر Louis XVI جميع الأعمال الفنية التي كان قد كلّف بها المصورين المعاصرين من فرنسيين وألمان وهولنديين. وفي عهد نابليون بونابرت صار اسم المتحف «متحف نابليون»، وفيه جمع نابليون روائع الأعمال التي كان قد حصل عليها من فتوحاته في أوربا. وفي 20 آب/أغسطس من العام 1793 افتتحت أبواب اللوڤر للجمهور للزيارة في الجناح الكبير.

    وفي العام 1801 نقلت بعض الأعمال الفنية من اللوڤر إلى المتاحف الجديدة في الأقاليم الفرنسية، وبعد معاهدة ڤيينا لعام 1815 أعيدت الأعمال الفنية التي جمعها نابليون إلى الدول التي أخذت منها.

    في عهد لويس الثامن عشر Louis XVIII أدخل تمثال ڤينوس ميلو Vénus de Milo إلى اللوڤر، كما أدخلت روائع نحتية تعود إلى العصور الإغريقية والرومانية، وكانت قد جمعت في عهد الملك لويس فيليب Louis-Philippe، ثم أدخلت روائع من النحت الآشوري في عهد نابليون الثالث، مع روائع رمبرانت[ر] Rembrandt وهالز [ر] Hals وواتو[ر] Watteau.

    وفي ذلك العهد أنشئت المديرية العامة للمتاحف الفرنسية، وجُعِل مقرها في اللوڤر، وتولت عمليات تزويد المتحف وغيره بالروائع الفنية والآثار التي تردُها شراء أو إهداءً.

    ومن أبرز أعمال هذه المديرية ما أقدمت عليه بدءاً من العام 1932 بتقسيم متحف اللوڤر إلى سبعة أجنحة مستقلة.

    1- جناح الآثار الشرقية؛ الذي ضمّ أولاً بعض الآثار المصرية، ثم الآثار الآشورية؛ ومن أبرزها منحوتات خورسباد[ر] في شمالي العراق، ثم الآثار المكتشفة في سوسا وفي تللو ولارسا وبعض الآثار المكتشفة في ماري ـ سورية، في أثناء الانتداب الفرنسي، وهكذا جمع هذا القسم أهم الآثار المصرية والآثار الرافدية ـ السومرية والأكّدّية والآشورية التي يعود أقدمها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد مع بعض الآثار التدمرية السورية، والفينيقية، والفلسطينية، والقبرصية، والقرطاجية. وفي العام 1945 ألحق بهذا الجناح قسم خاص للفن الإسلامي.

    2- جناح الآثار المصرية فيما قبل التاريخ التي حصل عليها العالم شامبليون Champollion عند قدومه مع نابليون إلى مصر في عام 1826، مع مجموعة القنصل الإنكليزي سالت Salt التي تضم ستة آلاف قطعة تعود إلى ممفيس في مصر، كان قد كشفها العالم مارييت F.Mariette، ثم أضيفت إلى هذا الجناح مكتشفات البعثة الفرنسية في القاهرة.

    3- جناح الآثار الإغريقية والرومانية، وأضيف إليه في عام 1954 بعض الآثار المسيحية، ومجموعة من المنحوتات؛ من أبرزها تمثال نصر ساموتراس Samotrace الرخامي الهلنستي، مع قطع برونزية وحلي وخزفيات تمثل روائع الفنون الإغريقية والهلنستية والإتروسكية والرومانية.

    4- جناح المنحوتات؛ وفيه جمعت التماثيل التي كانت معروضة في المتاحف الفرنسية أو من المستودعات؛ والتي تمثل النحت الفرنسي والإيطالي في القرن التاسع عشر، ومنها منحوتات لميكلانجلو Michelangelo من عصر النهضة.

    5- جناح القطع الفنية، فيه جمعت التحف الفنية الثمينة التي كانت من مقتنيات الملوك؛ وهي قطع معدنية وعاجية وخشبية وخزفية مع بعض الأثاث القديم.

    6- جناح فنّ التصوير، ولعله من أهم الأجنحة لما يحويه من لوحات تصويرية تعود إلى مختلف العصور في مختلف الأقطار الأوربية؛ مما يجعل هذا الجناح متحفاً لروائع تاريخ التصوير في العالم. وفي هذا الجناح روائع التصوير الإيطالي في عصر النهضة من أعمال ليوناردو دافنشي ولاسيما لوحة الجوكندا La Joconde، ورافايلّو وتتسيانو وكارافاجيو[ر] Caravaggio وتيوبولو[ر] Tiepolo، ومن الروائع الفلمنكية والهولندية لوحات للمصورين فان أيك [ر] Van Eyck وروبنز[ر]Rubens وفان ديك[ر] Van Dyck ورمبرانت.

    ومن اللوحات الفرنسية أعمال كلويه[ر] Clouet، وبوسان[ر] Poussin وكلود لوران[ر] Lorrain وواتو وفرنسوا بوشيه[ر] F.Boucher، وفراغونار[ر] Fragonard ودافيد[ر] David ودولاكروا[ر].

    وألحق بجناح التصوير في متحف اللوڤر قسمان من حديقة التويلّري، الأول القسم المسمى أورانجوري[ر] Orangerie؛ وكان يتضمن أعمال الانطباعيين، وقسم كرة المضرب Jeu de Paume والمخصص لإقامة المعارض المهمة.

    7- جناح الرسم، ويضمّ أكثر من تسعين ألف رسم، من بينها روائع الرسم لكبار الرسامين الأوربيين من مجموعة مقتنيات روتشيلد Rothchild، مع ثلاثين ألف عمل حفري أصلي تعود إلى القرن الثالث عشر، مع ثلاثة آلاف رسم وخريطة.

    وعدا هذه الأجنحة يضم بناء اللوڤر مكتبة الفن والآثار وفيها ثمانون ألف مجلد، مع قسم غني للوثائق، عدا مخبر أسس في العام 1931 للدراسة العلمية التي تتناول التحف المحفوظة في أجنحة المتحف جميعها وفي بعض المتاحف الإقليمية. وفي المكتبة مجموعة غنية جداً من الصور الضوئية. كما يضم البناء مخابر الترميم، وإدارة العلاقات الخارجية والنشاط الثقافي التي تنظم الزيارات والمحاضرات والأدلاء. وأهم الأقسام، مدرسة اللوڤر التي أسست في عام 1881، ويديرها مدير متاحف فرنسا، وهي مخصصة لتدريس علم الآثار وتاريخ الفن وإعداد المرشحين لتأهيلهم لإدارة المتاحف أو أدلاء للمتحف.

    ومازال متحف اللوڤر من أشهر المتاحف العالمية وأضخمها يزوره الملايين من الفرنسيين والسياح، ويتابع فيه المؤرخون دراسة تاريخ الفن، كما يقوم الرسامون الماهرون باستنساخ بعض الأعمال، ويعتمد معهد اللوڤر في تدريسه على روائع الفن المحفوظة في هذا المتحف الذي زود مؤخراً بهرم زجاجي في ساحته الداخلية لأغراض سياحية. وسهّلت أقراص الحواسيب عرض الأعمال فيه بصور مجسمة ومتحركة، وأصبح بذلك متحفاً افتراضياً متنقلاً.

    عفيف البهنسي
يعمل...
X