الوسائل الطبية لعلاج السمنة

 


هناك وسائل طبية متعددة تستخدم في علاج السمنة ولكن معظمها يستخدم في حالات السمنة المفرطة التي تهدد حياة المصاب، وبالتالي فهي وسائل هدفها إنقاذ حياة المريض بالدرجة الأولى وليس إنقاص الوزن.
على أي حال، فإن بعض الوسائل الطبية تستخدم في علاج السمنة المعتدلة، وفي هذه الحالة يكون هدف العلاج بالدرجة الأولى هو عدم تفاقم السمنة المعتدلة إلى درجة السمنة المفرطة، مع أنه أحيانا يمكن علاج السمنة المعتدلة من خلال هذه الوسائل بحيث يهبط وزن المريض إلى درجة قريبة من الوزن المثالي ولكن ليس إلى الوزن المثالي بحد ذاته.
الجراحة
هناك أربعة أنواع من العمليات الجراحية التي تستخدم في علاج السمنة، ثلاثة منها تستخدم في علاج السمنة المفرطة، والرابعة تستخدم في علاج السمنة المعتدلة وإلى حد ما السمنة الخفيفة.
أنواع الطرق الجراحية
استئصال الدهون:

تتلخص هذه العملية الجراحية باستئصال قسم كبير من الدهون من مناطق تراكمها في الجسم باستخدام مشرط الجراحة، تماما كما يتم استئصال الدهون من الماشية في المذبح. ويعتبر هذا النوع من العمليات بمثابة حل مؤقت، حيث أن النسيج الدهني المتبقي في الجسم يقوم، وخلال وقت قصير، بالنمو السريع ثانية لتعويض الدهن (الشحم) الذي تم استئصاله. وفي نفس الوقت، فإن عملية استئصال الدهن بالمشرط تترك على الجلد آثار الاستئصال تماما كالتي تبقى على الجسم بعد أية عملية جراحية يتم فيها شق الجلد، وهذا معناه بأن منظر الجلد يصبح مشوّها.


تقليص حجم الأمعاء:
في هذه العملية يتم تقليص حجم الأمعاء من خلال ربط الجزء الأوسط من الأمعاء الدقيقة الذي يدعى الصائم مباشرة بالجزء الأخير منه، مما يؤدي إلى خفض طول الأمعاء من حوالي 7 متر (22 قدم) إلى ما يقارب نصف المتر (1.5 قدم).
وإن هذا التقليص في طول الأمعاء يؤدي إلى نقص كبير في امتصاص الأمعاء للطعام، وبالتالي مواد الطاقة، مما يقلل كمية السعرات الحرارية التي تدخل الجسم من خلال الغذاء إلى درجة كبيرة.
وتؤدي هذه العملية الجراحية إلى خفض كبير في الوزن يتراوح ما بين 27-45 كيلو غراما خلال سنة واحدة بعد إجراء العملية. وتعتمد كمية الفقدان في الوزن على وزن الشخص قبل إجراء العملية، فكلما كان وزن المريض كبيرا، كلما نقص الوزن أكثر فأكثر. كما أن مقدار التقليص في حجم الأمعاء يؤثر على كمية الوزن المفقود.
وإذا تم فك وتخليص الأمعاء من الربط والإغلاق بعد هبوط الوزن، فإن الوزن يرتفع ثانية وبسرعة إلى ما كان عليه، مما يعني أنه لكي يتم المحافظة على الوزن يجب بقاء الأمعاء مربوطة دائما. والعملية الجراحية بحد ذاتها تؤدي إلى مضاعفات صحية متعددة يمكن تلخيصها كالتالي:
 خطورة على الحياة أثناء العملية.
 الفشل الكلوي وتليّف الكبد.
 التقيؤ والإسهال المستمر.
 التهاب الجرح مكان العملية.
 نقص الكالسيوم والبوتاسيوم في الجسم بسبب القيء والإسهال المستمر.


تقليص حجم المعدة
حلت هذه العملية مكان عملية تقليص حجم الأمعاء وأصبحت تُستخدم بشكل أوسع في العلاج الجراحي للسمنة، خصوصا وأن مضاعفات هذه العملية تقتصر فقط على حالات القيء والغثيان ولكن نسبة الفقدان في الوزن كبيرة وتضاهي نسبة فقدان الوزن في عملية تقليص حجم الأمعاء.
ويتم في هذه العملية تقسيم المعدة جراحيا إلى قسمين، قريب وبعيد. ويكون القسم القريب من فتحة المعدة هو الجزء العامل أو النشط للمعدة، بينما يصبح القسم البعيد، وهو القسم الأكبر من المعدة، خاملا.
ويحدث معظم الفقدان في الوزن من جراء هذه العملية خلال سنة واحدة بعد إجرائها، إلا أنه يتوقف أو يثبت بعد مرور سنتين عليها. والحقيقة أن هبوط الوزن في خلال السنة الأولى يحدث بشكل رئيسي بسبب نقص كمي للطعام الذي يدخل إلى الجسم.
ويجب التأكيد على عدة نقاط يفضل اتباعها بعد إجراء العملية، وهي:
 إعطاء المريض كميات كافية من البروتينات، والفيتامينات، والمواد المعدنية.
 التأكيد على المريض بالتدرب على الأكل البطيء والمضغ الجيد للطعام.
 التأكيد على المريض بأن نقصان الوزن لن يكون فاعلا بعد مرور سنتين على العملية وبالتالي على المريض الالتزام الحرفي بإرشادات الطبيب لضمان استمرارية النتائج.
 ممارسة النشاط الحركي المنتظم بعد العملية والحرص على تبني عادات غذائية صحية وصحيحة.


ربط أو لجم الفك
تُتبع هذه الطريقة من قبل أطباء الأسنان لمنع مريض السمنة من تناول الطعام بكميات كبيرة وبخاصة الطعام الصلب، والاكتفاء بتناول الأطعمة السائلة عن طريق أداة امتصاص عادية مثل التي تستخدم في شرب العصير أو المشروبات الغازية.
وإن الفحص والرعاية الطبية الصحية للفم قبل ربط الفكين وخلال مدة الربط ولجم الفكين ضروري لنجاح العملية ومنع المضاعفات الصحية للفم والأسنان، إضافة إلى أنه يجب الاهتمام بنوعية الغذاء الذي يتناوله المريض خلال هذه الفترة.
وتشمل الرعاية الصحية والغذائية ما يلي:
 سؤال المريض عن عاداته الغذائية، وبشكل خاص عن أنواع الأطعمة السائلة التي يرغبها في الأيام العادية.
 التأكيد على أن يكون الطعام السائل الذي يتناوله المريض غنيا بالبروتين الكامل والفيتامينات والمواد المعدنية. وعدم اقتصاره على أنواع العصير المختلفة التي تحتوي فقط على المواد الكربوهيدراتية بشكل رئيسي.
 يستحسن التأكيد على أنواع الحساء المختلفة ذات القيمة الغذائية الجيدة مثل حساء الدجاج، أو حساء البطاطا والرز والمعكرونة، إضافة إلى الحليب أو وجبات مسحوق الحليب. ويفضل تناول الكبسولات أو الحبوب التي تحتوي على الفيتامينات والمواد المعدنية مع هذه الأطعمة.
 يجب تعليم المريض كيفية قطع الأسلاك التي تربط أسنانه بالإضافة إلى الإسعافات الأولية التي يجب أن يقوم بها في حال تعرضه لنوبات قيء قد تؤدي إلى الاختناق إذا لم يكن الشخص على دراية بكيفية فك الأسلاك.
 إن من مساوئ طريقة ربط الفكين هو عودة الوزن إلى الارتفاع ثانية بعد فك الأسلاك وعودة الفكين للوضع الطبيعي حيث لا تؤدي هذه الطريقة إلى تغيير دائم في عادات الأكل، والنشاط، والحركة عند المريض.


شفط الدهون
تستخدم طريقة شفط الدهون في علاج السمنة المعتدلة ومنع تطورها إلى سمنة مفرطة تهدد حياة المريض. كما يستخدمها البعض في علاج السمنة الخفيفة، خصوصا المتركزة في مناطق معينة من الجسم مثل البطن أو الأرداف أو الفخذين.
وتستدعي عملية شفط الدهون إجراء عملية شد للجلد بسبب الفراغ الذي ينجم تحت الجلد في المنطقة المعالَجة. وإذا لم يتم ذلك فإن هذا الجلد سوف يتدلى بوضوح عند انحناء الشخص. وتعتبر هذه العملية حلا مؤقتا فقط للتخلص من السمنة، خصوصا إذا لم يتبعها برنامج غذائي سليم وتمرينات رياضية يومية لمنع تراكم الدهون ثانية في الجسم.
وأخيرا، فإن كثرة استخدام هذه العملية الجراحية التجميلية يؤدي إلى تشوه منطقة الجلد بسبب آثار استئصال الجلد التي لا تزول حتى مع الوقت

 

الرئيسية