علاج السمنة بالهرمونات: توخوا الحذر!


من الوسائل الطبية الشائعة في علاج السمنة العلاج بالهرمونات انطلاقا من الحقيقة الفسيولوجية التي مفادها أن الهرمونات تلعب دورا هاما في زيادة العمليات الأيضية في الجسم. كما تعمل على زيادة فاعلية إحضار الدهون من مناطق خزنها وتجهيزها للاستخدام كمصدر للطاقة.
ومن الجدير بالذكر أنه لغاية الآن تُعتبر المعلومات غير كافية لتؤيد أو ترفض استخدام الهرمونات في علاج السمنة خصوصا وأن الآثار السلبية للهرمونات تحدث لخلل بسيط للغاية في تركيز الهرمونات في الجسم.
بعبارة أخرى، إن جسم الإنسان حساس جدا للهرمونات وبالتالي فان زيادة ضئيلة في تركيز الهرمونات قد تؤدي إلى نتائج عكسية، في نفس الوقت فإن أخذ هرمونات من خارج الجسم يؤدي إلى مقاومة الجسم من الداخل لهذه الهرمونات. وبسبب هذه المقاومة فإن الجرعة أو الكمية المطلوبة من الهرمون تصبح كبيرة للحصول على الفائدة المرجوة من تعاطيه. وإذا زادت مدة تعاطي الهرمون، فإن الغدد الأصلية في الجسم والتي تقوم بإفراز الهرمون بصورة طبيعية تضمر وبالتالي ينقص إفراز الهرمون الطبيعي في الجسم.
لهذه الأسباب، فإن استخدام الهرمونات في علاج السمنة يجب أن يكون تحت إشراف طبي دقيق وفقط في حالة نقص إفراز هذا الهرمون من الجسم بصورة طبيعية. وفي الواقع، فإن معظم الهرمونات التي تستخدم في علاج السمنة، يقوم الجسم بزيادة كميتها تلقائيا إذا قام الشخص بالنشاط البدني والحركي اليومي المنتظم، وبالتالي فإن العلاج بالهرمونات لا حاجة له إذا التزم الشخص ببرنامج نشاط حركي يومي وبصورة منتظمة. وفيما يلي أهم الهرمونات المستخدمة في علاج السمنة:
1. هرمون الغدة الدرقية:
تقوم الغدة الدرقية بإفراز نوعين من هرمون الثيروكسين هما ثيروكسين- 3 (T3) وثيروكسين -4 (T4) إضافة لهرمون الكالسيتونين والذي يحافظ على تركيز الكالسيوم في الدم من خلال منع تسربه من العظام واضمحلاله فيها.
ويعتبر ثيروكسين -3 هو الجزء النشط من هرمون الثيروكسين وهو المسؤول عن زيادة فعاليات عملية أكسدة المواد الغذائية في خلايا الجسم، وهرمون الثيروكسين يرفع معدل الحرق الأساسي في الجسم بحدود 20-30%.
استخدام الثيروكسين في علاج أمراض السمنة قائم على فرضية خاطئة مفادها بأن السمنة تنجم بشكل خاص من إفراز الهرمونات في جسم المريض، لكن الأبحاث تدل بوضوح على أن المصابين بالسمنة لديهم إفراز طبيعي من هذا الهرمون وبالتالي فإنه لا حاجة لاستخدام هذا الهرمون في علاج السمنة إلا في حالات التأكد من أن المريض بالسمنة مصاب أيضا بحالة مرضية تسمى نقص إفراز الغدة الدرقية والذي يحدث إما بسبب نقص مادة اليود في الطعام أو بسبب إصابة الغدة الدرقية بالورم.
أعراض نقص إفراز الثيروكسين في الجسم هي ما يلي:
-الكسل والبلادة والشعور الدائم بالنعاس.
-نشفان الجلد والشعر.
-عدم دقة حاسة السمع.
-التلعثم والبطء في الحديث.
-نقص الشهية.
-عدم تحمل البرودة.
-الإمساك.
-ألم وتقلصات في العضلات.
-غزارة الحيض والطمث عند الإناث.
معظم هذه الأعراض تكون واضحة في حالة نقص شديد في إفراز الثيروكسين في الجسم، لكن في حالات نقص بسيط ومعتدل فإن بعض هذه الأعراض تكون موجودة فقط.
والنقص في كمية الثيروكسين النشط في الجسم أي ثيروكسين -3، يحدث عند قيام المصاب بالسمنة باتباع الريجيم القاسي والذي يمنع فيه الطعام عن الجسم بشكل ملحوظ ولمدة طويلة. إلا أن هذا الهرمون يعود إلى مستواه الطبيعي بعد العودة لتناول الطعام بكميات كافية.
وأخيرا، فإن تناول الطعام الذي يحتوي على نسبة كبيرة من مواد كربوهيدراتية يؤدي إلى زيادة نسبة الثيروكسين النشط في الجسم، وبالتالي فلا حاجة لتناول جرعات من هذا الهرمون لزيادة كميته في الجسم، خصوصا وأن الجسم، وكرد فعل طبيعي لدخول الهرمون من خارجه، يقوم بمقاومة فعالية الهرمون الاصطناعي مما يستدعي زيادة الجرعات الاصطناعية، وهذا بدوره ربما يؤدي إلى زيادة تركيز الهرمون في الجسم، وفي هذه الحالة تحدث آثار سلبية أهمها زيادة تكسر البروتين في الجسم، مما يعني فقدان الجسم للعضلات. إذا، فإن تناول الكربوهيدرات والطعام الذي يحتوي على مادة اليود، هو الإجراء السليم لزيادة هرمون الثيروكسين في الجسم.
2. هرمون الإتش سي جي (Human Chorionic Gonadotrophin HCG):
يوجد هذا الهرمون في بول المرأة الحامل، وهناك فقط دراسة واحدة تدل على أن الحقن بهذا الهرمون يؤدي إلى خفض الوزن بصورة ملحوظة وسريعة. والعيب في الدراسة هو أنه تم حقن الهرمون في الجسم مع اتباع ريجيم يقتصر على 500 سعر حراري يوميا. وبالتالي فإن فقدان الوزن الذي حدث في هذه الدراسة كان بسبب الشح في السعرات الحرارية وليس بسبب الهرمون نفسه.
3. هرمون النمو (Human Growth Hormone):
بسبب دور هذا الهرمون في زيادة فاعلية تكسير الدهون في الجسم، فإنه استخدم قبل بضع سنوات في علاج السمنة، ولكن تم حديثا التوقف عن استخدامه بعد ارتباطه بأعراض سلبية جانبية أهمها حدوث حالات خلل في الإيقاع الطبيعي لدقات القلب إضافة إلى دور هذا الهرمون في زيادة تكسير بروتين الجسم إلى جانب تكسير الدهون. ولهذه الأسباب تم العدول عن استخدام هرمون النمو في علاج السمنة

 

الرئيسية